السؤال
من بين أنواع العلاج التي يلجأ إليها بعض الناس في مجتمعنا هناك العلاج بأضرحة الأولياء والصالحين حيث يدعي البعض أن أي شخص أصيب بشلل أو أي مرض آخر فما عليه إلا أن يبيت في ضريح الولي الفلاني بل أكثر من ذلك هناك من يقول إنه يعرف شخصا لما أصيب بالشلل بات في أحد الأضرحة وفي الصباح أصبح يمشي لوحده وقد برئ من الشلل الذي أصابه.
سؤالي هو : ما حكم الشرع فيما يدعيه هؤلاء؟ وكيف نقنعهم بأن ما يقومون به غير جائز وأن الشفاء بيد الواحد الأحد؟ وشكرا لكم...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن سؤال غير الله، وطلب تفريج الكروب منه وشفاء الأمراض والأسقام، ونحو ذلك شرك أكبر مناقض لأصل التوحيد. قال تعالى: ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين {يونس: 106}. أي المشركين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:.. إحداها أن يسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه أو مرض دوابه، أو يقضي دينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، فهذا شرك صريح يجب أن يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل. اهـ.
وما يحصل لهم من خوارق أو شفاء للمرضى في بعض الأحيان إنما هو من الشيطان، ليكون فتنة لهم ولغيرهم من ضعاف الإيمان الذين قل نصيبهم من العلم الشرعي.
قال الشاطبي: مخالفة الخوارق للشريعة دليل على بطلانها في نفسها، وذلك أنها قد تكون في ظواهرها كالكرامات وليس كذلك، بل هي من أعمال الشيطان. اهـ.
قال ابن تيمية: ويوجد لأهل البدع وأهل الشرك المتشبهين بهم من عباد الأصنام والنصارى والضلال من المسلمين أحوال عند المشاهد يظنونها كرامات وهي من الشياطين. اهـ.
وللفائدة راجع الفتويين: 53617، 4416.
فالواجب عليك بذل النصيحة لهؤلاء ولتستعن بالله في ذلك، وتبين لهم خطورة ما هم فيه من ضلال. أما السبيل إلى إقناعهم فهو عرض الأدلة من الكتاب والسنة على أنه لا يملك الضر والنفع إلا الله عز وجل، والأدلة الدالة على منع دعاء غير الله عز وجل والاستعانة به فيما لا يقدر عليه إلا الله، ويمكنك أن تستعين بفتاوى الشبكة في ذلك من خلال العرض الموضوعي.
والله أعلم.