السؤال
هل خوف الإنسان من صفة الكفر وإنكاره لما يوسوس الشيطان له في العقيدة دليل على انتفاء صفة الكفر عنه حتى لو كان قد ترك الصلاة تكاسلا؟ وإذا لم تنف عنه تلك الصفة هل يجب عليه أن يقول الشهادتين ويغتسل مثل الكافر الذي يدخل حديثا في الإسلام؟
هل خوف الإنسان من صفة الكفر وإنكاره لما يوسوس الشيطان له في العقيدة دليل على انتفاء صفة الكفر عنه حتى لو كان قد ترك الصلاة تكاسلا؟ وإذا لم تنف عنه تلك الصفة هل يجب عليه أن يقول الشهادتين ويغتسل مثل الكافر الذي يدخل حديثا في الإسلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن خوف الإنسان من صفة الكفر ورفضه لما يوسوس الشيطان له في العقيدة دليل ظاهر وأكيد على عدم طروء كفر اعتقادي على قلبه، بل إنه دليل على الإيمان.
وانظر الفتاوى: 187، 7950، 53241، فإن فيها بيان ذلك وأدلته من السنة، لكن اعلم أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة حقيقة مركبة من القول والعمل، ولا يكفي التصديق القلبي لتحقيق الإيمان، بل لا بد للعبد من العمل والانقياد لأوامر الشرع، فإن صلاح الباطن مستلزم لصلاح الظاهر، ولا يغني أحدهما عن الآخر. وانظر في بيان ذلك الفتاوى التالية: 11112، 17836، 20638، 12517.
واعلم كذلك أن التكاسل عن أداء الصلاة علامة على ضعف الإيمان، وقد اختلف العلماء في حكم تارك الصلاة تكاسلا، فمنهم من قال بكفره، ومنهم من قال إنه مؤمن ناقص الإيمان، فكيف لعاقل أن يرضى لنفسه أن يختلف العلماء في حكمه هل هو مسلم أو كافر؟!
وعلى ذلك، فإن الواجب على من وقع منه ذلك أن يتوب إلى الله من التكاسل في أداء الصلاة، فيعقد العزم على أدائها في وقتها، ويندم على ما فرط في جنبه تعالى، وليستعن به سبحانه على ذلك.
ولا يجب عليه إذا أراد أن يتوب الاغتسال أو تكرار الشهادتين.
ولكننا ننصحه بأن يبحث عن إخوان صدق صالحين، فيعبد الله معهم، ويشهد معهم الصلاة في جماعة المسجد، ويقرأ معهم القرآن، ويتعلم العلم النافع، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
كما ننصحه بكثرة استماع الأشرطة الإسلامية، فإن فيها علما غزيرا وترطيبا للقلوب.
والله أعلم.