السؤال
أنا فتاة في السنة الثانية بكلية الصيدلة, أعاني من الوسواس القهري مما يسبب لي هواجس كثيرة عند المذاكرة, و منها أن الله لن يوفقني لأن ما أفعله ليس له فائدة وأن الأفضل أن أترك الكلية لأن المرأة فتنة ولا يجب أن أكثر من خروجي ذهابا إليها, وأن الواجب علي إنتظار زواجي....إلخ, وأنا أحب دراستي وزميلاتي وقد استخرت الله قبل أن أدخلها وأشعر أنني إن تركت الدراسة أكون تركت خيرا كثيرا من الدعوة وبرالوالدين وإعفاف نفسي عن سؤال الناس إذا تغيرت أحوالي المادية (بالعمل) وإبعاد نفسي عن المشاكل النفسية التي يسببها بعدي عن زميلاتي و تخلفي عنهن ونظرة الناس إلي, كما أنني أنوي بدراستي أن أفيد المسلمات بكوني طبيبة وأيضا أن أكون قدوة حسنة لتحسين صورة المسلمات الملتزمات, مع العلم بأن السبب في تفكيري بأن خروجي فتنة هو أنني لست منقبة وذلك لرفض والدي الشديد وليس تقصيرا مني ويعلم الله أنني أحاول الالتزام بما أستطيع من الزي الشرعي من تغطية الكفين ولبس الواسع من الثياب وأيضا غض البصر, فهل استمراري في دراستي خطأ ؟ أم علي أن أتجاهل هذا الوسواس و أتم ما بدأته؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا فامتحاني على الأبواب ولا أدري ماذا أفعل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته- من الخير في الدراسة وبر الوالدين وإعفاف النفس عن السؤال، وجلب الراحة النفسية، وإفادة المسلمات، والقدوة الحسنة وغير ذلك مما بينته مجملا ومفصلا في سؤالك - كلها مبررات لبقائك في الكلية ومواصلة دراستك. واعلمي أن دراسة المرأة ليست ممنوعة في حد ذاتها، والمنع إن جاءها فإنما يأتيها مما ينجر عنها من الاختلاط المحرم والفساد المستطير. ثم إن عدم ارتدائك للنقاب خطأ كبير ولا يبرره ما ذكرت من رفض والدك. فقد اتفق أهل الفتوى من أهل المذاهب الأربعة على أن تغطية الوجه والكفين واجبة على المرأة إن خافت الفتنة بكشفهما، واختلفوا في ذلك إذا لم تخش الفتنة. ولك أن تراجعي في أقوالهم وأدلة كل فريق منهم فتوانا رقم: 5224. ولا يبرر ترك النقاب رفض الوالدين له لأن طاعتهم فيهما هو محرم لا تجوز، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه السيوطي والهيثمي والألباني. والحاصل أن دراستك في حد ذاتها لا تعتبر خطأ، وإنما يجب عليك أن تلتزمي بالضوابط الشرعية التي منها لبس النقاب، والبعد عن مواطن الفتنة، وتجنب الخلوة مع الرجال والخضوع بالقول إليهم، ونحو ذلك مما تمليه نصوص الشرع. وإذا كانت الدراسة تحول دون ذلك أو تؤدي إلى أمرمحرم فالواجب تركها والالتزام بشرع الله، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
والله أعلم.