السر في ذكر الاستبدال في قوله تعالى (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ..)

0 302

السؤال

إخواني في الله, لقد أشكل علي تفسير الآية 20 من سورة النساء "وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا" لقد قرأت تفسير هذه الآية في تفسير ابن كثير و تفسير القرطبي وكلا التفسيرين ذكرا أن معنى "استبدال زوج مكان زوج"هو الطلاق. وسؤالي هو لماذا استخدم الله سبحانه و تعالى هذا للفظ ولم يقل وإن أردتم تطليق أزواجكم.
وجزاكم الله عنا كل خير وأسأله سبحانه وتعالى أن يهب لكم من علمه الذي وسع كل شيء وأن ينشر لكم من رحمته التي وسعت كل شيء وأن يشملكم بمغفرته التي وسعت كل شيء إنه واسع عليم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من بلاغة القرآن تنويع الأسلوب وإعطاء كل سياق ما يناسبه من التعبير. والمقصود من الاستبدال في الآية الكريمة هو التطليق للسابقة والتزوج من أخرى، كما بين ذلك أهل التفسير. قال البيضاوي في تفسيره: وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج، تطليق امرأة وتزويج أخرى. وقال فيه صاحب الدر المنثور: إن كرهت امرأتك وأعجبتك غيرها فطلقت هذه وتزوجت تلك...

ولما كان الطلاق في بعض الأحيان لا يكون له سبب إلا إرادة التزوج من امرأة أخرى ناسب هذا التعبير بالاستبدال، ونهى الأزواج عن اضطرار الزوجة وتلجئتها إلى الافتداء بما أعطيت من صداق. قال ابن عاشور في تفسيره: إن لم يكن سبب للفراق إلا إرادة استبدال زوج بأخرى، فيلجئ التي يريد فراقها حتى تخالعه ليجد مالا يعطيه مهرا للتي رغب فيها، نهى عن أن يأخذوا شيئا مما أعطوه أزواجهم من مهر وغيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات