السؤال
أنا أحب زوجي حبا أعمى وأغار عليه غيرة عمياء...وعندما قرأت عن الحور العين, أصابني حزن شديد بأن هناك من سيشاركني فيه على العلم بأنني قرأت أنه لن توجد كراهية وبغضاء...
هل هو شرط أساسي أن يكون له في الجنة نساء من الحور العين؟ وهل يجامعهن؟ وهل سيجامعني أم سيكتفي بهن؟ وأين سيقضي معظم وقته؟ وإن كان لا يرغب بهن ولا بمعاشرتهن, فهل يسمح له رب العباد بما يريد؟ أتمنى أن أكون معه أينما يكون, مثلما أنا معه في الدنيا, فهل سنكون هكذا في الجنة بإذن الله؟ وكيف ستكون علاقتي بزوجي بالرغم من أنه يحبني حبا شديدا...
و هل سأملك المواصفات الجسدية التي يملكنها من شفافية الساق وبياضها, أم هي ميزات يمتزن بها هن فقط؟
أرجوكم أفيدوني بأجوبة شافية جزاكم الله عني خير الجزاء...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن في الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأهلها كلهم يجدون من النعيم ما لا يخطر لهم في الدنيا على بال، كما قال تعالى: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون {السجدة: 17}. وكما قال تعالى: وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون {الزخرف: 71}. فالجميع يجدون من النعيم المقيم الأبدي ما لا يشتهون بعده شيئا، ومن ذلك نزع الشحناء والبغضاء والكراهية والغيرة من قلوبهم، كما قال تعالى: ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا {الحجر: 47}.
فلا داعي للقلق والتخوف مما يجري في الجنة، فستجدين فيها ما تشتهين من الزوج وكل أنواع النعيم، وإنما يكون الخوف قبل ذلك، وهو ما ينبغي أن يشغل بال المؤمن ويعمل لأجله حتى يدخل الجنة مع زوجه ومع من يحب.
ونساء الدنيا أفضل من نساء الجنة بسبب عبادتهن في الدنيا، ومما يستأنس له بهذا ما رواه الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله: نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة، قلت يا رسول الله: وبم ذلك؟ قال: بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله تعالى، ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير، بيض الألوان خضر الثياب صفر الحلي، مجامرهن الدرر وأمشاطهن الذهب، يقلن: نحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا، ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا، وطوبى لمن كان لنا وكنا له. قلت: يا رسول الله؛ المرأة منا تتزوج زوجين أو ثلاثة أو أربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها؟ قال: يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا، فتقول: يا رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا فزوجنيه، يا أم سلمة: ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة.
قال ابن القيم في "حادي الأرواح" بعد ذكره لهذا الحديث: تفرد به سليمان ابن كريمة، ضعفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير.
نسأل الله تعالى أن يجمعنا وجميع المؤمنين في جنته.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 12994.
والله أعلم.