السؤال
أحب صيام التطوع خاصة في الأيام المباركة مثل العشر الأوائل من ذي الحجة وثلاث من كل شهر واثنين وخميس وهكذا عندي رغبة شديدة في صوم مثل هذه الأيام لكن طبيعة عملي بعد العصر إلى منتصف الليل هي عائق كبير أمام صومي وإذا أردت أن أفطر في العمل فيجب أن أحضر طعامي من البيت وأنا غير متزوج (وهذه النقطة التي تمنعني من الصيام بمعنى إذا أردت أن أصوم سوف أكلف والدتي عناء تحضير طعام خاص لي أحضره إلى العمل بالإضافة أن والدتي بطبعها تبقى قلقلة علي أفطرت أم لا هل شبعت لا فهي عاطفية كثيرا وتقلق كثيرا من هذه الناحية لأجل ذلك تركت الصيام الذي أحب سؤالي هو هل أحاسب على نيتي بمثل هذه الحالة من ناحية أجر الصيام
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت تقصد أنك حريص على فعل تلك الطاعة وهي الصيام، عازم على فعلها ثم منعك منها شفقتك على أمك وحرصك على أن لا يمسها تعب ولا نصب، فلا شك أن هذه نية طيبة ونرجو الله تعالى أن تكون والحالة هذه بمثابة من هم بحسنة فلم يفعلها، فإنه تكتب له حسنة واحدة. ففي الصحيحين من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة.
وراجع تفاصيل كلام أهل العلم في الفتوى رقم: 22692.
أما إذا كان الذي يمنعك من صيام التطوع هو مجرد كونك تعمل بعد العصر إلى منتصف الليل فلا ينطبق عليك ما سبق كما لا يخفى.
والله أعلم.