تأول علي في تأخير القصاص من قتلة عثمان

0 289

السؤال

أود الاستفسار حول التنازع الذي حصل في عهد علي بن أبي طالب كرم الله وجه بينه وبين معاوية بن أبي سفيان وهل يجوز هذا النزاع في الإسلام وهل يعقل أن تقف عائشة ضد علي بسبب ما أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك بطلاقها وهل هذا صحيح
أرجو توضيح الأمر بحذفيره أو النصح بالكتب الحسنة التي تناقش مثل هذه القضايا في حدود ما تشفي به الصدور.
وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على المسلم أن يعتقد أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا مجتهدين فيما حصل بينهم من نزاع، ولمصيبهم أجران ولمخطئهم أجر، فعلى المسلم أن لا يذكرهم إلا بأحسن ذكر، وأن يظن بهم الظن الحسن، ويكف عن الخوض فيما شجر بينهم، فقد قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله فيما حصل بينهم: تلك فتنة طهر الله منها سيوفنا، فلنعصم منها ألسنتنا.

وقد ذكر أهل العلم أنه يتأول ما عمل علي بأنه أخر القصاص من قتلة عثمان، وقدم انعقاد البيعة على إمام واحد حتى تستتب الأمور فيتمكن من القصاص، وإن معاوية رضي الله عنه طلب القصاص من قتلة عثمان، فكل قصد مقصدا حسنا، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، كذا قال النفراوي في شرح الرسالة، ومثل هذا يقال في قضية عائشة، إلا أنه ليس موقفها بسبب رأي علي في الإفك، وإنما بسبب السعي في الإصلاح بين الناس والإنصاف من قتلة عثمان، كما قال ابن كثير في البداية.

وراجع للمزيد في هذا الموضوع شروح الرسالة لابن أبي زيد القيرواني، وشروح الطحاوية والواسطية، وكتاب "العواصم من القواصم" لابن العربي وكتاب "عصر الخلافة الراشدة" لأكرم ضياء العمري.

وراجع الفتوى رقم: 40767 والفتوى رقم: 20732 والفتوى رقم: 29774 والفتوى رقم: 10605.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة