السؤال
في قصة هابيل وقابيل بعث الله تعالى غرابا للقاتل ليعلمه كيف يواري أخاه المقتول .
السؤال لماذا تم ذكر الغراب في هذه القصة ولم يتم ذكر طير آخر أو حيوان وما شأن الغراب حتى يذكر في هذا الموضع أفتوني وبارك الله لكم .
في قصة هابيل وقابيل بعث الله تعالى غرابا للقاتل ليعلمه كيف يواري أخاه المقتول .
السؤال لماذا تم ذكر الغراب في هذه القصة ولم يتم ذكر طير آخر أو حيوان وما شأن الغراب حتى يذكر في هذا الموضع أفتوني وبارك الله لكم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الله سبحانه وتعالى العليم الحكيم اللطيف الخبير لم يضرب لنا مثلا في كتابه أو يقص علينا قصة إلا لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها. ومن ذلك القصة التي أشار إليها السائل الكريم.
وبخصوص ذكر الغراب فيها دون غيره من الطيور والحيوانات فقد جاء في تفسير التحرير والتنوير: وكأن اختيار الغراب لهذا العمل إما لأن الدفن حيلة في الغربان من قبل، وإما لأن الله تعالى اختاره لمناسبة ما يعتري الناظر إلى سواد لونه من الانقباض بما للأسيف الخاسر من انقباض النفس، ولعل هذا هو الأصل في تشاؤم العرب بالغراب، فقالوا: غراب البين.
وفي روح المعاني: والحكمة من كون الغراب هو المبعوث دون غيره من الحيوانات كونه يتشاءم به في الفراق والاغتراب، وذلك مناسبة لهذه القصة.
والغراب بطبيعته يبحث في الأرض دائما بمنقاره ورجليه عن رزقه، وربما دفن الأماكن التي نبشها، ولعل من الحكم في ذلك أن على المسلم أن يتعلم من كل ما حوله ولو كان دونه في المنزلة، فإن الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق الناس بها.
فقد بعث الله تعالى هذا الحيوان لابن آدم الأول ليتعلم منه كيفية دفن الموتى والتي هي فريضة على جميع الناس على الكفاية، فيجب دفن الإنسان ولو كان غير مسلم، كما قال سبحانه وتعالى: ألم نجعل الأرض كفاتا (25) أحياء وأمواتا {النبأ: 25-26}. وقال: ثم أماته فأقبره {عبس: 21}.
والحاصل أن قصص القرآن الكريم كلها عظات وعبر ودروس إذا تأمل فيها المؤمن .
والله أعلم.