تعيين من ليس كفؤا للعمل خيانة للأمانة

0 197

السؤال

سؤال موجه إلى لجنة الفتوى ونص السؤال كما يلي :
شاب ليس له عمل مستقر، بدأ يصلي ويلتزم شيئا فشيئا تزوج فأحس بالمسؤولية وجاءت في باله فكرة الشغل (العمل) في المسجد كقيم أو مؤذن ومستواه لا يسمح له إلا بدرجة القيم. اتصل بأحد المعروفين عند السلطات فأعانه على التوظيف في المسجد كمؤذن
ويشترط لهده الوظيفة حفظ نصف القرآن وهو لم يحفظ إلا القدر اليسير جدا فلجأ إلى المسؤولين فتحصل منهم على شهادة حفظ نصف القرآن فحصل على الوظيفة كمؤذن فأصبح مؤذنا وإماما في نفس الوقت حيث يصلي وراءه من هو أحفظ منه ومن هو أعلم منه بل وراءه طلاب العلم فأصبح مسيطرا على المسجد.
فهل على جماعة المصلين كشف أمره عند السلطات العالية ؟ أم أنها تجتمع على إمام آخر يقوم مقامه وهو يبقى مؤذنا رغم مخالفته لشروط المؤذن.
ولعلمكم أن التوظيف لا يكون إلا بالمسابقة والمسابقة تقدم إليها من هم أعلى منه مستوى في كل الميادين فلم ينجحوا أمامه وهو راسب في العلامات وهم ناجحون.
أفتونا جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما قام به هذا الشخص من تزوير شهادة بحفظ نصف القرآن الكريم أمر محرم، وعمله بموجب هذه الشهادة في هذه الوظيفة أمر محرم هو الآخر، ولا يجوز للمسؤول على هذه الوظائف أن يحابي فيها أحدا؛ بل عليه أن يعين فيها من هو أهل لها، فإن عين فيها من ليس أهلا لها مع وجود من هو أهل فقد خان الأمانة، والله تعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون {الأنفال: 27}. وفي الحديث: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله. رواه البخاري.

وإذا كان الأمر كذلك فلجماعة المسجد أن يطالبوا المسؤولين بتعيين إمام ومؤذن لمسجدهم تتوفر فيهما الشروط التي جعلت شرطا لمن يتولى هذه الوظيفة إن كانت شروطا شرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة