السؤال
أعمل طبيبا مقيما في أحد المشافي وقد اشتركت في إجراء عمل جراحي لإنسان ما واحتاج هذا الإنسان إلى العناية المشددة بعد الانتهاء من إجراء العملية لسوء حالته العامة وعدم صحوة من التخدير وقد بقيت معه في غرفة العناية لمساعدة الأطباء هناك ولتزويدهم بما يحتاجون إليه من معلومات حول المريض وسوابقه وقد ارتكبت خطأ عن جهل في تدبير المريض ربما كان من أسباب وفاته بعد قضاء الله بذلك ما الذي يتوجب علي القيام به في هذه الحالة أأخبر أهله بالذي فعلت وهل علي دية وكيف يمكنني دفعها دون إعلام أهله بالأمر أفيدونا بأقصى سرعة؟ والله المستعان.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت فعلت ما يرجح كونه سببا في وفاة المريض، وكان ذلك ناتجا عن جهل منك، فإن عليك التوبة إلى الله تعالى والتقرب إليه بما استطعت من النوافل والطاعات... فإن جهل الطبيب يستوجب الضمان والإثم إذا أتلف عضوا أو نفسا بفعله أو وصف دوائه إذ لا يجوز له الإقدام على العلاج مع الجهل.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن. وفي رواية: من تطبب ولم يكن بالطب معروفا فهو ضامن. رواه أبو داود والحاكم.
ولهذا فإن عليك دية الميت المذكور تدفعها مع عاقلتك لأهل الميت، وإذا لم تستطع دفع الدية لأهله مباشرة أو خشيت أن يترتب على ذلك أضرار فبإمكانك أن توصلها إليهم بوضعها في حساب أحدهم وتحتال على إخبارهم عبر وسائل الاتصال المختلفة بأن ما في حساب فلان دية فلان الذي مات في المستشفى، أو ما أشبه ذلك حتى توصل الحق إلى أهله، وللمزيد من التفصيل حول ضمان الطبيب وعدمه وأقوال أهل العلم نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5178، 24372، 55184.
والله أعلم.