السؤال
أقرأ في عديد من المواقع الإسلامية أن كثيرا من الشيوخ يقولون إن الرجل أفضل من المرأة وإن المرأة أقل شأنا من الرجل و يستدلون لذلك بقول الله تعالى (الرجال قوامون على النساء) وأن حواء خلقت من ضلع آدم ويستدلون بقول الله تعالى (وللرجال عليهن درجة) كما أن بعض الشيوخ يقولون إن الرجال لهم في الآخرة ثواب أكثر من المرأة لأنهم قاموا بالجهاد وصلاه الجماعة وصلاة الجمعة
لكني لا أوافقهم فالمرأة لا تقل شأنا عن الرجل فهما يكملان بعضهما فالمرأة هي التي تنشئ وتربي الأولاد والرجل يكملها بأنه يحميها والرجل يقوم بالأعمال الخارجية ويحتاج لحنان المرأة ومساعدتها ويسكن إليها بالتالي تكتمل خلافتهما للأرض.
أما عن قول الله تعالى (الرجال قوامون على النساء) ليس المقصود انه أفضل منها إنما المقصود أنه أولى بالنفقة وأن يكون الوالي عليها واختار الله الرجل دون المرأة في هذه المهمة ليس أنه أفضل ولكن الله ميز الرجل عن المرأة بأن أعطاه قوة بدنية وحكمه أكثر منها تجعله أولى بقيادة الأسرة كما ميز المرأة عن الرجل بالصبر والعطف لا يوجد مثله عند الرجال لذلك جعل مهمة تربية الأطفال والرضاعة والحمل خاصة بالنساء
كما أن قول الله تعالى ( وللرجال عليهن درجة) سببه أيضا ما قلته سابقا
أما عن خلق حواء من ضلع آدم ليس معناه أنها أقل شانا إنما أراد الله أن يجعل الرجال مهمتهم الأعمال الخارجية في الأرض من صناعة وزراعة وغيرها من الأعمال التي تتعلق بالأرض لذلك خلقه من تراب وأراد أن يجعل النساء مهمتهم التنشئة والتربية فسوف يتعاملن مع أشياء حية لذلك خلقهم الله من شيء حي (ضلع آدم) سبحان الله
أما عن قولهم بأن الرجال لهم ثواب أكثر من النساء بسبب قيامهم بالجهاد وغيرها من الأعمال الخاصة بالرجال فهذا خطأ فالمرأة مكلفة بالحجاب والرجل غير مكلف بهذا والمرأة تتحمل متاعب الحمل والرضاعة كما أن الجنة تحت أقدام الأمهات
قال تعالى (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن)
وسؤالي هنا هل كلامي هو الصحيح أم كلام هؤلاء الشيوخ أرجو الاجابة
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد ساوى جل وعلا بين الرجل والمرأة في أصل الخلق، وفي التكريم، قال تعالى:
وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون {الأنعام: 98}.
وقال تعالى: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا {الإسراء:70}.
وساوى بينهما في أصل التكليف، وفي الحساب والجزاء. قال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون {الذاريات: 56}.
ولقد بين الباري جل وعلا أن المرأة مماثلة للرجل في الحقوق والواجبات، داخل الإطار الأسري، وللرجل عليها درجة، وهي: درجة القوامة على أمرها، والرعاية لشؤونها.
قال تعالى: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة {البقرة: 233}.
وهذه المزية التي أعطاها الله للرجل على المرأة ليس معناها التحقير بها، والغض من قيمتها. وقد ذكر المولى عز وجل سببين اثنين لفضل الرجل على المرأة، أولهما: وهبي. وثانيهما: كسبي. قال تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم {النساء: 34}
أما الأول منهما: فهو ما أشار إليه قوله تعالى: بما فضل الله بعضهم على بعض. أي بتفضيل الله الرجال على النساء، من كونه جعل منهم الأنبياء والخلفاء والسلاطين والحكام والغزاة، وزيادة التعصيب والنصيب في الميراث، وجعل الطلاق بأيديهم، والانتساب إليهم، وغير ذلك مما فضل الله به جنس الرجال على جنس النساء في الجملة.
والسبب الثاني في جعل القوامة للرجل على المرأة هو: ما أنفقه عليها، وما دفعه إليها من مهر، وما يتكلفه من نفقة في الجهاد، وما يلزمه في العقل والدية، وغير ذلك مما لم تكن المرأة ملزمة به، وقد أشار إليه في الآية بقوله: وبما أنفقوا من أموالهم.
ومما يجب التنبه له أن تفضيل الرجال على النساء المذكور في الآية الكريمة المراد منه تفضيل جنس الرجال على جنس النساء، وليس المراد منه تفضيل جميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء، وإلا فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم والدين والعمل والرأي وغير ذلك.
وبناء على جميع ما تقدم يتبين أن ما ذكرته أنت وهؤلاء الشيوخ منه ماهو صحيح ومنه ما هو خطأ.
والله أعلم.