السؤال
أنا أبلغ من العمر 25 وأعيش في أوروبا لم أترك ذنبا إلا فعلته أريد أن أتوب هل لي من توبة. مشكلتي كذلك أنه كانت لدي علاقة مع رجل عندما أخبرتة بتوبتي وأنني لن أعود للحرام أخذ يهددني بالقتل وأنه سوف يدمر كل عائلتي المقيمة معي إنني في عذاب ماذا أفعل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى يفرح بتوبة عبده إذا جاءه تائبا نادما على تفريطه في جنب الله عازما على عدم العودة إلى المعصية أبدا، فإن الله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، قال الله تعالى في الحديث القدسي: يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59922، 59632، 26255 ، 59890، 2969. فالحمد الله الذي من عليك بنعمة الهداية ووفقك للتوبة من قبل أن يدهمك الموت حيث لا ينفع الندم، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1882 ، 1106 ، 5450.
والذي نوجهك إليه هو أن تستعيني بالله وتتوكلي عليه وأن لا تصغي لتهديدات ذلك المجرم أبدا، ومهما كانت النتائج، فإن ما يهددك به من عذاب الدنيا لا يساوي شيئا أمام عذاب الله في نار الجحيم. واعلمي أن ركن الله شديد متين، وأنك إن أويت إليه ولجأت إلى جانبه فإنه يحفظك من عدوك ويدافع عنك، قال تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا {الحج: 38}. فاستعيني على ذلك المجرم بالدعاء في ثلث الليل الآخر وقت النزول الإلهي، قال صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له. رواه مسلم. فاسأليه سبحانه وتعالى أن يكفيك شر ذلك المجرم، وأن يحميك منه. وأكثري من قول: حسبي الله ونعم الوكيل، وقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وحافظي على أذكار الصباح والمساء، وتجديها في كتاب: حصن المسلم. للقحطاني، ومن أهم ذلك قراءة سورة قل هو الله أحد. والمعوذتين. فقد قال صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود وحسنه الألباني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا: ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات لم يضره شيء. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
ومما يقال عند البلاء بالناس ما روي عن ابن مسعود أنه قال: إذا كان على أحدكم إمام يخاف تغطرسه أو ظلمه فليقل: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله إلا أنت. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني. وكذلك ما روي عن ابن عباس أنه قال: إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو بك، فقل: الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعا، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الذي لا إله إلاهو الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه من الجن والإنس، اللهم كن لي جارا من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك، ثلاث مرات. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
والتمسي في دعواتك أوقات الإجابة الفاضلة، فانظريها وآداب الدعاء وشروط قبوله في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11571، 2395 ،23599 ، 17449 ، 32655 ، 8581 . كما إننا ننصحك بأن تستعدي عليه الشرطة وأجهزة الأمن، فيأخذوا عليه تعهدا بعدم التعرض لك.
هذا، وعليك أن تنخلعي من حياتك القديمة، فتستقيمي على أمر الله تعالى وتؤدي الصلاة على وقتها، وتلبسي الحجاب الشرعي، إلى غير ذلك من الواجبات. وإن مما يعينك على التمسك بالدين والاستقامة على أمر الله أن تتخذي رفقة صالحة من الأخوات الفضليات، فإنهن خير معين لك ـ بعد الله تعالى على الحياة الطيبة، فاعبدي الله معهن، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. وانظري الفتويين: 18654 ،33434 . وأكثري من استماع الأشرطة الدينية مثل: "توبة صادقة" للشيخ سعد البريك، "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي. و"على الطريق" للشيخ علي القرني، و"جلسة على الرصيف" للشيخ سلمان العودة.
والله يحفظك ويرعاك.
والله أعلم.