0 272

السؤال

بالأمس كنت أنا وزوجي نتناقش في موضوع حكم أكل الدواجن المجمدة التي تباع في المحلات الأجنبية وكانت لها نتائج سلبية لكوننا نسكن في دولة أجنبية غير مسلمة وذلك بناء علي فتوى كنت قراأها في موقع لشيخ فاضل وبناءا عليه قد كنت منعت نفسي من أكلها إلا أن زوجي غفر الله له صمم على تناوله حتى الأمس وعندما لم يقتنع زوجي بذلك قمت بإطلاعه على الموقع والفتوى وطبعا بعد اطلاعه هو على الفتوى تبين لي على حسب قراءته هو أنني قد أخطات الفهم وقد كان حجته علي أن الشيخ الفاضل لا يخاطبني أنا وإنما يخاطب شخصا آخر ظروفه غير ظروفي وحتى تطاول على الشيخ وحكم عليه بأنه لايعرف شيئا وأنه كيف له أن يعرف ظروفنا وهو لم يخرج من موطنه الأصلي وفي وقت المناقشة استنكر أني قمت بامتناعي عن غسل هذه الدواجن وفيها كان وصل بنا النقاش إلى حد الضرب فقط إلا أنه بالأمس قال بأنها كانت ستصل إلى طلاقي ومن النتائج السلبية أنه حكم علينا بأننا متزمتون لأننا نأخذ بآراء الشيخ، كما قال على الشيخ بانه لايعرف شيئا وأنه من المفروض له ان يستدل بالقرآن وأن يأتي بحديث نبوي قاله الرسول صلى الله عليه وسلمفهل على زوجي إثم في ذلك، وهل علي إثم لأني أنا التي قمت بإطلاعه على الفتوى ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحل الله للمسلمين ذبائح أهل الكتاب قال تعالى: وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم{المائدة: 5}. فما ذبحه أهل الكتاب على النحو المعروف من قطع الودجين والبلعوم في المذبوح أو النحر فيما ينحر فهو حل لنا، وما كان منه بطريق الصعق أو الخنق أو نحو ذلك مما يخالف الطريق الشرعية فهو ميتة لا يحل لمسلم أن يطعمها قال تعالى: حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير{المائدة: 3}. فإن كنت تعلمين طريقة الذبح التي تتم بها وأنها طريقة شرعية فلك أن تأكلي من ذبيحتهم، وإن كنت تجهلين طريقة الذبح فلك أن تأكلي منها أيضا استصحابا للأصل إذا كان الذبح الشرعي هو الغالب. وأما إن شككت في طريقة الذبح أوكان الغالب على أهل هذه البلدة أنهم يقتلون ولا يذبحون فلا يحل لك أن تأكلي منها لأن الحكم للأغلب. وما فعلت من نصح زوجك وأمره بالابتعاد عن الحرام هو واجبك، والأحسن أن تترفقي به ولا تثيري غضبه، وتبحثي له عن الأدلة بطريقة لبقة لا تؤدي إلى إثارته، ثم إن كانت اللحوم من النوع المحرم، فلا يجوز أن تتناولاها إلا في حالة الضرورة الشديدة، ومن تناولها في غير ضرورة فهو آثم. وعلى زوجك أن يبتعد عن الإساءة إلى أهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة