السؤال
بالأمس كنت أنا وزوجي نتناقش في موضوع حكم أكل الدواجن المجمدة التي تباع في المحلات الأجنبية وكانت لها نتائج سلبية لكوننا نسكن في دولة أجنبية غير مسلمة وذلك بناء علي فتوى كنت قراأها في موقع لشيخ فاضل وبناءا عليه قد كنت منعت نفسي من أكلها إلا أن زوجي غفر الله له صمم على تناوله حتى الأمس وعندما لم يقتنع زوجي بذلك قمت بإطلاعه على الموقع والفتوى وطبعا بعد اطلاعه هو على الفتوى تبين لي على حسب قراءته هو أنني قد أخطات الفهم وقد كان حجته علي أن الشيخ الفاضل لا يخاطبني أنا وإنما يخاطب شخصا آخر ظروفه غير ظروفي وحتى تطاول على الشيخ وحكم عليه بأنه لايعرف شيئا وأنه كيف له أن يعرف ظروفنا وهو لم يخرج من موطنه الأصلي وفي وقت المناقشة استنكر أني قمت بامتناعي عن غسل هذه الدواجن وفيها كان وصل بنا النقاش إلى حد الضرب فقط إلا أنه بالأمس قال بأنها كانت ستصل إلى طلاقي ومن النتائج السلبية أنه حكم علينا بأننا متزمتون لأننا نأخذ بآراء الشيخ، كما قال على الشيخ بانه لايعرف شيئا وأنه من المفروض له ان يستدل بالقرآن وأن يأتي بحديث نبوي قاله الرسول صلى الله عليه وسلمفهل على زوجي إثم في ذلك، وهل علي إثم لأني أنا التي قمت بإطلاعه على الفتوى ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحل الله للمسلمين ذبائح أهل الكتاب قال تعالى: وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم{المائدة: 5}. فما ذبحه أهل الكتاب على النحو المعروف من قطع الودجين والبلعوم في المذبوح أو النحر فيما ينحر فهو حل لنا، وما كان منه بطريق الصعق أو الخنق أو نحو ذلك مما يخالف الطريق الشرعية فهو ميتة لا يحل لمسلم أن يطعمها قال تعالى: حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير{المائدة: 3}. فإن كنت تعلمين طريقة الذبح التي تتم بها وأنها طريقة شرعية فلك أن تأكلي من ذبيحتهم، وإن كنت تجهلين طريقة الذبح فلك أن تأكلي منها أيضا استصحابا للأصل إذا كان الذبح الشرعي هو الغالب. وأما إن شككت في طريقة الذبح أوكان الغالب على أهل هذه البلدة أنهم يقتلون ولا يذبحون فلا يحل لك أن تأكلي منها لأن الحكم للأغلب. وما فعلت من نصح زوجك وأمره بالابتعاد عن الحرام هو واجبك، والأحسن أن تترفقي به ولا تثيري غضبه، وتبحثي له عن الأدلة بطريقة لبقة لا تؤدي إلى إثارته، ثم إن كانت اللحوم من النوع المحرم، فلا يجوز أن تتناولاها إلا في حالة الضرورة الشديدة، ومن تناولها في غير ضرورة فهو آثم. وعلى زوجك أن يبتعد عن الإساءة إلى أهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
والله أعلم.