السؤال
لو سمحت يا شيخ أنا امرأة فور فراغي من البول وبعد الاستنجاء وعند الوضوء أشعر بنزول نقطه أونقطتين من البول كيف أتيقن أنه نزل مني بول فعلا أم لا فعندما أشم ملابسي الداخليه أجد بها رائحه بول فعلا هل معنى هذا أنه نزل مني بول فعلا أم كيف أتيقن من نزول بول مني هل لابد أن أجد بللا طيب كيف يا شيخ والملابس الداخلية تكون مبتله فعلا من مياه الاستنجاء كيف أعرف هل هذا بلل من البول أم من الاستنجاء مع أنني لو شممت ملابسي أجد رائحتها بولا جدا ماذا أفعل هل هذا وسواس أم لا وماذا في رائحة البول التي أشمها عند إحساسي بنزول شئ مني هل هذا أيضا وسواس كيف أتيقن من نزول البول فعلا؟ وأرجوك يا شيخ لا تحيلني لأسئله مشابهة وأن تجاوب علي بنفسك .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من سؤالك هذا وما قبله من أسئلة أنك مصابة بالوسواس القهري فيما يتعلق بالطهارة وسبق تعريفه وعلاجه في الفتوى رقم: 3086، وهناك فتوى أوسع عن علاج الوسواس نوصيك بالرجوع إليها وهي برقم: 51601، ونقول عليك بعد البول بالاستنجاء منه ثم نضح الفرج أو مقابله من الثوب بماء لقطع الوسوسة. قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه. قال حنبل: سألت أحمد قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده؟ قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه، فإنه يذهب إن شاء الله. انتهى. وقال النووي في المجموع: يستحب أن يأخذ حفنة من ماء فينضح بها فرجه وداخل سراويله وإزاره بعد الاستنجاء دفعا للوسواس. انتهى. فهذه النقول تفيد كلها أن المرء ليس مطالبا بتتبع الأوهام والوساوس. وما وجدته بعد ذلك من البلل وشككت في كونه بولا أو ماء فلا تعتبريه بولا لاحتمال كونه من ماء الاستنجاء، والأصل الطهارة حتى تتيقن النجاسة، وما أحسست به من بلل أثناء الوضوء أو الصلاة لا يترتب عليه بطلان الصلاة ولا الوضوء؛ لأن من كثر عليه الشك حتى صار كالوسواس لا يلتفت إليه، هذا هو الراجح من كلام أهل العلم. والخلاصة أن العلاج المزيل بإذن الله لهذه الوساوس والأوهام هو الإعراض الكلي عنها بالغة ما بلغت.
والله أعلم.