السؤال
فإني أشهد الله أني أحبكم فيه..أما بعد : قبل خمس سنوات كنت قد أحببت فتاة ومن شدة تعلقي بها تقدمت لخطبتها وتحدثت مع أخيها ولكن إذا أراد الله أمرا لايكون لمؤمن ولا مؤمنة الخيرة.. رفض أهل البنت وأجبروها على الزواج برجل مطلق وله بنت بعد فترة بسيطة من تقدمي لها وظل ذلك الحزن يرافقني إلى أن أصبت ببعض الأمراض الجلدية ( أسأل الله لكم العافية ) من الصعب علاجها وغير المعروف تشخيصها.. وحسب علمي أن الفتاة قد أدت فريضة الحج وهي متدينة أسال الله القدير أن يوفقها ويرحمها ويغفر لها... وأنا الآن متزوج منذ قرابة ستة أشهر وراض بما قسم الله لي .. ولكن هذه المرأة تتردد في بالي في كثير من الأحيان ثم أستغفر الله وأستعيذ من الشيطان... هل أكون آثما إذا ذكرتها ؟ ولو أنني كتمت شعوري ناحيتها واحتسبت أجري عند الله أؤجر على ذلك ..؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نسأل الله عز وجل أن يأجرك في مصيبتك وأن يخلف عليك خيرا منها وأن يشفيك من مرضك ، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته. رواه مسلم. وقد أحسنت بالرضا عن الله ، نسأل الله أن يرضيك كما رضيت بقضائه، قال صلى الله عليه وسلم : وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه. أما سؤالك هل تأثم على تذكرها ، فليس في ذلك إثم إن شاء الله ، لأنه مجرد حديث نفس، وقد عفا الله سبحانه عن ما حدث به الإنسان ما لم يعمل أويتكلم، لقوله عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم . رواه مسلم. وتراجع الفتوى رقم: 58247. وأما عن كتم مشاعرك نحوها واحتسابك الأجر هل تؤجر على ذلك؟ فلاشك أن من كتم حبه لشخص وعف عن الحرام فإنه يؤجر على ذلك، وقد ورد حديث في هذا لكن في سنده ضعف وهو : من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد. إلا أن معناه صحيح. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى : بعد أن ذكر هذا الحديث: لكن المعنى الذي ذكره دل عليه الكتاب والسنة، فإن الله أمرنا بالتقوى والصبر، فمن التقوى أن يعف عن كل ما حرمه الله، من نظر بعين، ومن لفظ لسان، ومن حركة بيد ورجل. انتهى كلامه. وراجع الفتوى رقم: 20087، والفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.