السؤال
السلام عليكم: أنا شاب عمري 34 سنة مارست اللواط منذ عمري 13 سنة تبت إلى الله عدة مرات ثم أعود إلى نفس العمل تزوجت عسى أن يذهب هذا الشعور للواط ولكن نفس الشئ سافرت إلى بلد آخر وغيرت الأصدقاء لكن نفس الشعور ما زال موجودا كلما مارست الجنس مع شاب أحس بالذنب و أيضا خوفا من المرض الجنسي فقدان المناعة وأتوب وأطلب من الله التوبة ولكن بعد شهر أو شهرين بعد أن أحصل على النتائج كل شيء جيد أرجع إلى نفس الشيء هل تقبل توبتي لقد قررت أن اذهب إلى الحج السنة القادمة عسى أن يذهب هذا الشعور بعمل اللواط هل تقبل توبتي إذا أصبت بفقدان المناعة أرجوك ساعدني إني أعيش في جحيم علما أني أعيش في الغرب وشكرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن فاحشة اللواط عظيمة، وهي من كبائر الذنوب، وقد قال بعض العلماء: إن مفسدة اللواط تلي مفسدة الكفر، وربما كانت أعظم من القتل، ولذلك كانت عقوبة فاعلي هذه الفاحشة من أعظم العقوبات، وانظر الفتويين: 6872، 1869
واعلم رحمك الله أن الموت يأتي بغتة، ولا يمهل الإنسان ليتوب، فبادر الآن قبل أن لا ينفع الندم وتب إلى الله، واندم على ما فرطت في جنبه تعالى، واعقد العزم على عدم العودة إلى تلك الفاحشة أبدا.
واعلم أن الله يقبل توبة عبده ويغفر له ذنبه إذا جاءه نادما منكسرا ذليلا، ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره. قال تعالى: ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم {التوبة: 104} وقال: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر: 53} بل إن من واسع رحمته سبحانه أنه يبدل سيئات التائب حسنات، قال تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما (68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (69) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما {الفرقان: 68-70}
هذا، ولا فرق بين توبة من أصيب بالإيدز بسبب انحرافه وبين توبة غيره، فمن استوفت توبته شروط قبولها فإن الله تعالى يقبلها منه، وانظر الفتوى رقم: 1882، وانظر شروط قبول التوبة في الفتويين: 9694، 5450.
وكذلك نرجو أن يكون أداؤك لفريضة الحج سببا في تكفير ذنوبك السالفة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه. رواه البخاري ومسلم.
هذا، وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 57110، 59332، 56002، 60222، فإن فيها وسائل نافعة لعلاج الشذوذ ونصائح مفيدة للاستقامة على طريق الهداية.
والله أعلم.