السؤال
كيف فضل الله بعضنا على بعض في الرزق،و أتمنى أن تكون الإجابة مستوفية مفردات الرزق المذكور في القرآن وهل فضل الله بعضنا على بعض في هذه المفردات أم في مجموعها؟
كيف فضل الله بعضنا على بعض في الرزق،و أتمنى أن تكون الإجابة مستوفية مفردات الرزق المذكور في القرآن وهل فضل الله بعضنا على بعض في هذه المفردات أم في مجموعها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخبر سبحانه في هذه الآية، وفي غيرها من الآيات، عن سنة أقام الله عليها الحياة، وفطرة فطر الناس عليها؛ وهي ماضية بمضاء سنة الحياة، لا تتبدل ولا تتغير؛ هذه السنة هي التفاضل والتفاوت في الرزق، وأسباب الحياة الأخرى المادية والمعنوية.
كتب عمر رضي الله عنه رسالة إلى أبي موسى الأشعري، يقول له فيها: واقنع برزقك من الدنيا، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق، بلاء يبتلي به كلا، فيبتلي من بسط له، كيف شكره لله وأداؤه الحق الذي افترض عليه فيما رزقه وخوله، رواه ابن أبي حاتم.
وكيفية تفضيل بعضنا على بعض في الرزق معلومة واضحة. قال الشوكاني عند تفسير هذه الآية: " فجعلكم متفاوتين فيه - أي الرزق - فوسع على بعض عباده، حتى جعل له من الرزق ما يكفي ألوفا مؤلفة من بني آدم، وضيقه على بعض عباده، حتى صار لا يجد القوت إلا بسؤال الناس والتكفف لهم، وذلك لحكمة بالغة تقصر عقول العباد عن تعقلها والاطلاع على حقيقة أسبابها؛ وكما جعل التفاوت بين عباده في المال، جعله بينهم في العقل والعلم والفهم، وقوة البدن وضعفه، والحسن والقبح، والصحة والسقم، وغير ذلك من الأحوال".
وعلى هذا فمعنى الآية: أن الله سبحانه - لا غيره - بيده رزق عباده، وإليه يرجع الأمر في تفضيل بعض العباد على بعض، ولا يسع العبد إلا الإقرار بذلك، والتسليم لما قدره الله لعباده.
وأما مفردات الرزق المذكورة في القرآن فيصعب حصرها في هذا المقام، وقد فضل الله بعض خلقه على بعض في مجموعها وفي مفرداتها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 52851، والفتوى رقم: 31702.
والله أعلم.