لبس النقاب وطاعة الوالد والرياء

0 195

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمأنا فتاة أدرس في كلية عملية.. عمري 20 عاما وقد من الله علي بتغطية وجهي منذ ستة أشهر تقريبا، والآن في بلدي هناك بعض المضايقات للملتزمين الذين لهم أنشطة إسلامية.. مما أدى إلى قلق أهلي علي وطلبوا مني أن أخلع نقابي، أما أنا فأشعر أنه جزء لا يتجزأ مني.. لا أشعر أن خلعه احتمال وارد.. أسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا الثبات والصبر، ولكن أبي قال لي إنني لن أذهب به لامتحاني الذي هو بعد بضعة أيام.. وإن خرجت به فقلبه غاضب علي ليوم الدين، وأنا لا أحب الذهاب للكلية بسبب أنها كلية عملية مختلطة.. فقلت في قرارة نفسي.. إما أن أذهب لأمتحن بحجابي كاملا.. أو أن لا أخرج من بيتي على الإطلاق، ولدي سؤالان:
الأول: هل هناك معنى لغضب أبي مني، وهل إصراري على عدم خلع النقاب يعد من الكبائر لمخالفتي لوالدي، وهل هذا عقوق له، علما بأنه لا يقتنع بفرضية النقاب.. بينما آخذ أنا بالرأي الراجح وهو أنه فرض على كل مسلمة.
الثاني: تأتيني أفكار أني لم أفكر في ترك دراستي إلا ليقال عني أنني البطلة التي تركت دراستها من أجل حجابها.. أشعر فعلا أن هذا شيء بداخلي.. فهل هذا الفكر من الشيطان، وماذا أفعل لأتخلص من هذه الوساوس.. فهي حقا تعذبني وتشعرني بأن الله عز وجل غير راض عني وأن كل ما أفعله ويعتبره الناس جهادا ما هو إلا رياء؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

نسأل الله لنا ولأختنا الثبات على دينه وجزاها الله خيرا على تمسكها بحجابها ونقابها فإن حجاب المرأة الشرعي المتقدمة أوصافه في الفتوى رقم: 6745 بما في ذلك تغطية الوجه والكفين صون لكرامة المرأة وحفظ لها من التعرض للأذى، ودرء للفتنة عن الرجال والنساء، كما أنه عبادة تثاب عليه المرأة إذا فعلته امتثالا لأمر ربها.

وعليه، فلا معنى لغضب الوالد من لبس ابنته للنقاب، بل الأجدر به والأحرى أن يفرح لذلك، وليس من الكبائر ولا من العقوق مخالفته في ذلك وعدم طاعته؛ لأن الطاعة في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وحبذا لو استعملت الأخت الحكمة واللين مع والدها لما له من حق عليها بمناقشته بأن النقاب واجب، وأن من يقول بعدم وجوبه يسلم بوجوبه عند خوف الفتنة بالمرأة أو عليها، ومعلوم فساد هذا الزمان، وكثرة الفساق، والفتنة الحاصلة بكشف المرأة وجهها، ولا يجهل ذلك عاقل.

وأما بشأن الأفكار التي ترد على الأخت من أن ما تفعله رياء وليس جهادا، وشعورها فعلا أن هذا الشيء بداخلها فنقول على الأخت أن تحذر من الرياء والسمعة فإنهما يبطلان الأعمال، وراجعي الفتوى رقم: 10396.

وعليها مجاهدة نفسها على إخلاص النية لله عز وجل، وأن تدافع هذه الخواطر كل ما وردت على قلبها، قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في علاج الرياء قال: وفي علاجه مقامان:

أحدهما: قلع عروقه وأصوله التي منها انشعابه.

والثاني: دفع ما يخطر منه في الحال. وانظري بقية كلامه في الفتوى رقم: 8523.

وخشية الرياء ليس مبررا لترك العمل الصالح، فإن الشيطان له مداخل خفية إلى النفوس، من هذه المداخل أن يأتي من مدخل الخوف من الرياء فيثني عن العمل بحجة أن هذا العمل ليس لله وإنما هو من أجل كذا وكذا، فيشكك المؤمن في نيته، فالواجب مدافعة هذه الخواطر والإقدام على العمل، وانظري للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 18265.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة