الدفع للاشتراك في المسابقة قمار

0 431

السؤال

ما حكم المسابقة التي تعرض في التلفزيون بعنوان " اربح يوميا ألف دولار " حيث إن طريقة المسابقة هي أن يتم طرح سؤال عن طريق التلفاز، والإجابة تكون بالهاتف ، وسعر المكالمة تكون ريالين للدقيقة ، علما بأن المكالمات المحلية العادية تكون مجانا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المسابقات التلفزيونية أو غير التلفزيونية إذا كانت في المسائل الشرعية أو الدنيوية التي قد تعود بنفع على المسلمين، فلا حرج في وضعها، ولا في الاشتراك فيها، وأخذ الجوائز التي قد تحصل من خلالها، بشرط أن تكون الجوائز مقدمة من متبرع لا يريد منها إلا حفز المتسابقين على التعلم، ودفعهم إلى البحث عن مسائل العلم النافع، وشحذ أذهانهم .

أما إذا كان مقدم الجوائز يريد بذلك عملية تجارية تعود عليه بعائد مادي، فإن المسألة تتحول من مسارها الأول إلى مسار آخر مغاير، وتصبح من القمار المحرم بكل ما فيه.

وعليه؛ فمادام الاشتراك في الإجابة مقصورا على من يتصل بالطريقة غير العادية المذكورة في السؤال ، فيخشى أن تكون الجهة المالكة للخط دخلت هي والجهة المباشرة لشؤون المسابقة في عملية قمار مع المتصل المجيب، وهذا هو واقع الحال، ومما يؤكده حصر الاشتراك فيمن يتصل بالرقم المحدد، ذي الكلفة العالية، ولو كان لغرض النفع فحسب لكان اتصالا عاديا، وهذا هو القمار بعينه، فقد عرف العلماء القمار (الميسر) بأنه مالا يخلو فيه أحد الطرفين أو الأطراف من غنم أو غرم، فهذا المتصل إما أن يربح الجائزة، فيكون غانما غنما كبيرا، وإما أن لا يربحها فيخسر اتصاله غير العادي، وقد قرن الله جل وعلا الميسر بالخمر، وهي أم الخبائث، كما قرنه بالاستقسام بالأزلام، والتقرب إلى الأنصاب بالذبح، وهما أمران يصيبان العقيدة في الصميم، مما يعني أن أمر الميسر أمر عظيم، قال تعالى:( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه … الآية) [المائدة:90].

والحاصل أنه لا يجوز أن يدفع الإنسان شيئا مقابل اشتراكه في مسابقة، قد يربح فيها وقد يخسر، وهو آثم سواء ربح أم خسر.

وننصح القائمين على مثل هذه المسابقات من المسلمين أن يتقوا الله في أنفسهم ، ويكفوا عن الترويج لمثل هذه المسابقات المحرمة، وأن يبحثوا عن أساب مشروعة لتنمية مواردهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة