صفات الله كما وردت في كتاب الله عز وجل

0 728

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الكرام في موقع الشبكة الإسلامية
أشكركم جزيل الشكر على موقعكم الطيب ويطيب لي إحاطتكم علما بأنني حاليا أحضر رسالة الدكتوراه في الترجمة بعنوان "المشاكل المصاحبة لترجمة أسماء الله الحسنى من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية" وإن لي بعضا من الاستفسارات التي أرجو أن تردوا عليها ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه، ما هو الفرق بين أسماء الله الحسنى وصفاته، ما هو تعريف كل منهما، ما هي أسماء الله الحسنى التي ذكرت في القرآن الكريم، ما هي صفات الله التي ذكرت في القرآن الكريم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 28942 الفرق بين أسماء الله وصفاته، كما بينا في الفتوى رقم: 12383 الأسماء الواردة في القرآن العظيم لله سبحانه وتعالى.

وأما الصفات الواردة في كتاب الله سبحانه وتعالى فنقول: كل اسم من تلك الأسماء المذكورة يتضمن من صفات الكمال ما يدل عليه، وقد يتضمن الاسم صفة واحدة، وقد يتضمن أكثر من صفة بحسب ما يدل عليه من ذلك، مثل صفة الأحد فهي تدل على الكمال المطلق؛ كما تدل على نفي صفة الولادة والتولد، وإن ورد ذلك في آية أخرى وهي قوله في سورة الإخلاص: لم يلد ولم يولد {الإخلاص:3}، وقوله في سورة الجن: ما اتخذ صاحبة ولا ولدا {الجن:3}، وغيرها.

وأما غير تلك الصفات المشتقة من الأسماء فمنها بعض الصفات المتعلقة بالذات، مثل صفة الوجه كما في قوله تعالى: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام {الرحمن:27}، وصفة اليدين كما في قوله تعالى: بل يداه مبسوطتان {المائدة:64}, وصفة العين كما في قوله تعالى: ولتصنع على عيني {طه:39}، وصفة النفس كما في قوله تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة {الأنعام:54}، وصفة الكلام كما في قوله تعالى: وكلم الله موسى تكليما {النساء:164}، وهذه الصفة من الصفات الفعلية أيضا، وصفة المعية كما في قوله تعالى: وهو معكم أين ما كنتم {الحديد:4}.

وأما الصفات الفعلية التي لم تشتق من الأسماء فهي صفة الاستواء كما في قوله تعالى: الرحمن على العرش استوى {طه:5}، وصفة المجيء كما في قوله تعالى: وجاء ربك والملك صفا صفا {الفجر:22}، وقوله تعالى: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملآئكة {البقرة:210}، وصفة الرضا كما في قوله تعالى: رضي الله عنهم ورضوا عنه {المائدة:119}، وصفة المحبة كما في قوله تعالى: فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه {المائدة:54}، وصفة الغضب وصفة اللعن كما في قوله تعالى: وغضب الله عليه ولعنه {النساء:93}، وقوله تعالى: ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا {النساء:52}، وقوله تعالى: يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون {البقرة:159}، وصفة السخط كما في قوله تعالى: ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله {محمد:28}، وصفة العجب كما في قوله تعالى: بل عجبت ويسخرون {الصافات:12}، على قراءة ضم التاء، وصفة الكره كما في قوله تعالى: ولكن كره الله انبعاثهم {التوبة:46}، وصفة المحاربة كما في قوله تعالى: فأذنوا بحرب من الله ورسوله {البقرة:279}.

وهنالك بعض الصفات التي ذكرت في القرآن ولكنها لا تطلق إلا في باب المقابلة كما قال أهل العلم، فقد أطلقها سبحانه وتعالى على نفسه على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة، وهي فيما سيقت فيه مدح وكمال؛ ولكن لا يجوز أن يشتق لله منها أسماء ولا تطلق عليه في غير ما سيقت فيه من الآيات، مثل صفة المخادعة كما في قوله تعالى: يخادعون الله وهو خادعهم {النساء:142}، وصفة المكر كما في قوله تعالى: ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين {آل عمران:54}، وصفة النسيان كما في قوله تعالى: نسوا الله فنسيهم {التوبة:67}، وصفة الاستهزاء كما في قوله تعالى: وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون* الله يستهزئ بهم  {البقرة:14-15}، وصفة الكيد كما في قوله تعالى: إنهم يكيدون كيدا* وأكيد كيدا {الطارق:15-16}، وصفة السخرية كما في قوله تعالى: فيسخرون منهم سخر الله منهم {التوبة:79}، فتلك هي الصفات التي لم تشتق منها أسماء ولم تشتق هي من الأسماء المذكورة في الفتوى المحال إليها.

والخلاصة أن الصفات الواردة في كتاب الله منها ما اشتق من أسماء الله الواردة في القرآن وقد بينا تلك الأسماء مثل (الله) يتضمن صفة الألوهية و(الرب) يتضمن صفة الربوبية و(السميع) يتضمن صفة السمع و(العليم) يتضمن صفة العلم، وهكذا في باقي الأسماء، وأما الصفات غير المشتقة من تلك الأسماء فقد ذكرناها بأدلتها.

وللاستزادة حول هذا الموضوع نرجو مراجعة الكتب التالية: كتاب (إبطال التأويلات لأخبار الصفات) للفراء، وكتاب (التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل) لابن خزيمة، وكتاب (الصفات الإلهية في الكتاب والسنة) للدكتور محمد أمان الجامي، وكتاب (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى) للشيخ محمد الحمود، وكتاب (منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي.

ولا بد للباحث سيما في تلك المرحلة من الرجوع إلى كثير من المراجع ولا يكتفي بمصدر واحد أو اثنين، ولا بد له كذلك من الاستقصاء لأقوال أهل العلم ومناقشتها وبيان الراجح منها ودليل ذلك، فهي مرحلة الإبداع والتمييز وإثبات الذات، نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة