توحيد الله وتعلَم أسمائه وصفاته أهم ما يحتاجه المسلم

0 260

السؤال

هل تعليم توحيد الأسماء والصفات من العلوم التي ينبغي أن نبدأ بتعليمها لعوام الناس أم نتركهم على فطرتهم؟ثم أرجو بيان أهمية ذلكجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالدعوة إلى توحيد الله تعالى، والتحذير من الشرك، هو أولى ما ينبغي أن يهتم الدعاة به، فهذا طريق الأنبياء والمرسلين، ومرتكز دعوتهم ورسالتهم. قال الله تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل: 36].
وقال: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [الأنبياء: 25]. إلى غير ذلك من الآيات.
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال: "إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات.. الحديث".
وتوحيد الأسماء والصفات هو: إفراد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة. والعلم بهذا من أشرف العلوم ؛ إذ شرف العلم تابع لشرف المعلوم، وحاجة الناس إلى هذا العلم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب والهواء. والداعية الموفق هو من يربط الناس بالله، ويعرفهم على أسمائه وصفاته، حتى يوقنوا بأنه العليم والحكيم والسميع والبصير والمجيب والغفور والرحيم والتواب والكريم والجبار العظيم، وأنه العلي فوق جميع خلقه، وأنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: "من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه" وأنه يكرم المؤمنين برؤيته في الجنة، وأنه الملك القوي المتين، وأن الأرض كلها تكون في قبضته يوم القيامة، وأن السموات مطويات بيمينه، وأنه يجيء لفصل القضاء بين العباد. إلى غير ذلك من أسمائه ونعوت جلاله. على قاعدة أهل السنة في ذلك: إثبات بلا تشبيه، وتنزيه بلا تعطيل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: 11].
ولا يعني ذلك أن تعرض هذه العقيدة السهلة في قوالب فلسفية أو مصطلحات كلامية، فإن هذا لا يناسب العوام، بل ولا يحتاجه الخواص. وإنما يسلك الداعية في ذلك طريقة الصحابة والتابعين في التعليم والتوجيه، من خلال تفسير آية أو شرح حديث، أو عرض لسنن الله وآثار قدرته في الآفاق والأنفس، أو حديث مشوق عن الجنة، أو مرهب عن النار والقيامة وأهوالها.
وإذا استقر هذا التوحيد في النفوس أثمر التوكل والإنابة والخشوع والرضى عن الله وبدينه وشرعه، إلى غير ذلك من المقامات العالية والأحوال الزكية، رزقنا الله وإياك ذلك.
وهذا لا يعارض الفطرة ولا يزعجها، بل هذا هو مقتضى الفطرة، فإن الناس مفطورون على معرفة الله والخضوع له، والالتجاء إليه. والله أعلم.

مواد ذات صلة