السؤال
أطلب من حضرتكم الإجابة علي هدا السؤال في أسرع وقت وجزاكم الله خيرا
شخص أدمن على الحشيش وهو يجاهد نفسه على تركه بسبب كثرة مناصحته من قبل أصحابه المتدينين علما بأنه مصل فقال يوما لأصحابه وكان يصدق في ذلك قال أشهد الله وأقسم علي الله وأسأل الله أنه لو شربت الحشيش أنه يخلدني في جهنم وان لا يقبل مني صلاة ولا صوما ولا أي عبادة لو شربته بعد هدا اليوم ،وفعلا تركه وتعالج ومضت مده معالجته وبعد أن شفي منه تماما عاد إليه أكثر من مرة من غير أن يكون محتاجا إليه وهو الآن ضميره يؤنبه وترك الصلاة تماما ويقول كل ما أصلي أشعر أن الله لا ينظر إلي ويقول إنه يصلي مثلا الصبح وينسى باقي الصلوات وأحيانا لا يصلي أياما بحجه أنه ينساها تماما فما حكم هذا القسم وماذا عليه؟ أتقبل منه التوبة علما بأنه قال هدا الكلام أكثر من مرة، وجزاكم الله كل الخير
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن دعاء المرء على نفسه خوفا من الوقوع في المعصية غير مشروع لثبوت النهي عن دعاء الشخص على نفسه، كما سبق في الفتوى رقم: 10859 وقسمه على الله تعالى أن لا يتقبل منه عبادة.. إلى آخر ما قال كل هذا لا تنعقد به يمين شرعية، وبالتالي، فلا تلزم فيه كفارة يمين.
قال الحطاب في مواهب الجليل: أو قال: هو يأكل لحم الخنزير والميتة ويشرب الدم أو الخمر أو يترك الصلاة أو عليه لعنة الله أو غضبه أو أحرمه الله الجنة أو أدخله النار وكل ما دعا به على نفسه لم يكن بشيء من هذا يمينا. انتهى.
ولكن عليه أن يعلم أن شرب الحشيش وغيره من كل مسكر كبيرة من كبائر الذنوب، وجريمة شنيعة، وقد بينا حكم هذه المسألة وعقوبة مرتكبيها وذلك في الفتوى رقم: 17651 والفتوى رقم: 39293.
كما أن ترك الصلاة معصية قبيحة ومن تركها جاحدا لوجوبها فهو كافر بإجماع أهل العلم.
وتاركها تكاسلا وتهاونا فهو على خطر عظيم، والواجب عليه أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى قبل أن يدركه الموت وهو مصر على هذه المعصية الشنيعة.
كما يبادر بقضاء جميع الصلوات التي تركها ويقضيها بحسب استطاعته حتى يغلب على ظنه براءة ذمته من جميعها.
وتركه للصلاة بحجة أن الله تعالى لا يتقبل منه فإن ذلك من مكايد الشيطان ووساوسه لكي يترك المسلم هذه الفريضة العظيمة، وتنبغي مراجعة الأجوبة التالية: 512، 1145، 61320.
وليعم الشخص المذكور أن الله تعالى يقبل توبة عبده المسلم ويفرح بها مهما عمل من الجرائم والمنكرات. قال تعالى: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات {الشورى: 25}
وأن باب التوبة مفتوح ما دام المسلم لم يصل إلى مرحلة خروج الروح من جسده عند الموت، فليبادر قبل أن يفجأه الأجل مقيما على مبارزة الله بالمعصية، وليراجع الفتوى رقم: 30031.
والله أعلم.