تفسير (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين)

0 384

السؤال

ما معنى قوله تعالى (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه الآية الكريمة جاءت في سياق حديث القرآن الكريم عن نعم الله تعالى على البشرية كلها مؤمنها وكافرها برها وفاجرها... ويبدأ السياق من قول الله تعالى: الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار* وسخر لكم الشمس والقمر دآئبين وسخر لكم الليل والنهار* وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار {إبراهيم:32-33-34}.

قال القرطبي في تفسيره: ... وسخر لكم الشمس والقمر دائبين، أي في إصلاح ما يصلحان من النبات وغيره، والدءوب: مرور الشيء في العمل على عادة جارية، وقيل دائبين في السير امتثالا لأمر الله تعالى، والمعنى يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران...

ويقول صاحب الظلال: وسخر لكم الشمس والقمر دائبين... والشمس والقمر لا يستخدمهما الإنسان مباشرة كما يستخدم الماء والثمار والبحار والفلك والأنهار... ولكنه ينتفع بآثارهما ويستمد منهما آثار الحياة وطاقتها، فهما مسخران بالناموس الكوني ليصدر عنهما ما يستخدمه هذا الإنسان في حياته.. ومعاشه بل في تركيب خلاياه وتحديدها.

وعلى هذا فمعنى الآية الكريمة: هو تسخير الشمس والقمر وغيرهما، وجعل ذلك في خدمة الإنسان في هذه الحياة دائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وفي هذا تشريف للإنسان، فالكون كله مسخر لخدمته ليكون هو عبدا لله تعالى وحده لا شريك له، وبذلك كمال شرفه وعلو منزلته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات