السعي في الصد عن السحرة واجب

0 319

السؤال

سيدي الفاضل موضوع يخنقني ولا أعرف كيف التصرف معه صديقة عزيزة منذ طفولتي وعشرة عمر بيني وبينها وزوجها إنسان يحبها ويكن لها كل تقدير ومحبة ولكنه في السابق كان لاعبا ويذهب للزنا والمنكر وهي عانت منه ومن معاملته لها، والآن تاب إلى الله ولكنها لا تثق بالله عز وجل ثقتها دائما في السحر والشعوذة وعمل الشيطان في السابق ساعدتها بالذهاب معها ولا أنكر ذلك وكنت واسطة بينها وبين ساحرة وكانت تعطيني مبالغ كبيرة من المال وأوصلها للساحرة المعنية واليوم الله تاب علي بعد مرض شديد أصابني والحمد لله لا أحاول مساعدتها في شيء وحاولت نصحها بشتى الطرق ولكنها تصر أنها تعمل خيرا وتحافظ على زوجها وعلى بيتها فباستمرار تعطيني مبالغ كبيرة من المال وأنا بكل صراحة آخذها ولكني أصلح بينهم بالعقل وأنصح زوجها فهو قريب مني ومن زوجي وبأسلوبي الخاص أتركه يتأسف منها ويرضيها ويرضي بيته ويبتعد عن المنكر من غير أي سحر وشعوذة وأضع لها أي ماء من الثلاجة أو أي عطر أشتريه من السوق وأقول لها ضعيه وسيكون جيدا الآن وهي باعتقادها سبحان الله وعلى نياتكم ترزقون يكون لها مثل السمن على العسل لا أعرف ماذا أفعل إن رفضت مساعدتها ستذهب لمشعوذ آخر وستسقي هذا المسكين ما تريد لأن ثقتها بالسحر والسحرة كبيرة ضد هذا الرجل المسكين أم أني أستمر بأسلوب خداعها ورزق الهبل على المجانين هل أنا آخذ أجر تعبي في نصح زوجها هل ما آخذه حرام لا آعرف ولكن آنا بالفعل أصلح بينهم وهي سعيدة جدا من عمل الساحرة الوهمي الذي تعيشه بداخلي أقول أنا أفعل خيرا وفي صالح هذا الرجل لأنني أقول لها إن ذهبت عند مشعوذ آخر سيبطل عمل هذه الساحرة وهي تصدق والله أريد منعها وأنا صارحت زوجي بكل شيء مع مرضي أريد منك النصح سيدي والفتوى جزاك الله ألف خير إن شاء الله ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عمل السحر وتعاطيه وطلبه من الساحر كبيرة من كبائر الإثم، وجريمة عظيمة في حق النفس والغير، فالله تعالى يقول عن الساحر: ولا يفلح الساحر حيث أتى {طه: 69}. ويقول: ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق {البقرة: 102}.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات... وذكر منها: السحر.

 

وتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من كل من سحر أو سحر له، كما روى عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له. رواه الطبراني بإسناد حسن.

وعليه، فما تفعلينه بعد توبتك من محاولة لصد تلك المرأة عن الذهاب إلى السحرة هو الصواب، ولكن تلك المبالغ التي تأخذينها منها ليست ملكا لك، لأنها هي لا تعطيها لك، ولو علمت أنك تدخرينها لنفسك لما قبلت ذلك.

 

فالواجب عليه إذا هو رد تلك الأموال إلى صاحبتها بأي وسيلة ممكنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا ما أعطاه عن طيب نفسه. رواه البيهقي.

ولن تعدمي طريقة تردين بها الأموال إليها من غير أن تشعر هي بما تدبرينه من الأمر.

ونسأل الله أن يعينك على هذا الخير الذي أردته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة