المسلم يرى الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه

0 385

السؤال

أنا فتاة تزوجت منذ عام ومن قبل زواجي وأنا أخاف أن أرتبط بشخص له لحية إذ أنني لا أطيق فكرة وجود اللحية بالمرة. عندما تقدم زوجي لخطبتي سألت أخي الذي هو صديق لزوجي إن كان الشخص المتقدم لخطبتي ذا لحية؟ تردد أخي عند الاجابة كثيرا و كان أكثر ماردده لا أعتقد أن له لحية, ولأني أعرف أن أخي يعرفه جيدا إذ أنهما يسكنان سويا في الدولة التي يدرسان فيها فهمت من كلام أخي أن هذا الإنسان ليس لديه لحية, فلو كان لديه لحية لقال لي أخي ذلك بدون تردد. لم أعرف أن زوجي لديه لحية إلا قرب العرس فكرهت ذلك كثيرا ولكني قلت سأحاول أن أتحمل فقد كنت أشعر أن الله عز وجل هو من اختار لي هذا الشخص. منذ بداية زواجي و إلى الآن وأنا أعاني من مشكلة أن زوجي لديه لحية. أعلم أنه لا يجوز حلق اللحى وأنا و لله الحمد أخاف الله كثيرا لكني بالفعل أكره وجود اللحية إلى حد لا يوصف و هي دائما سبب خلاف بيني وبين زوجي لا بل أني بدأت أشعر أنها قد تسبب فراقنا فأنا بالفعل لا أطيقها وأحيانا أشعر أني أكرهه بسبها وللعلم يا فضيلة الشيخ أقسم بالله أن الأمر خارج عن إرادتي فأنا بالفعل لا أريد أن أغضب الله ولكني ماعدت أحتمل. طلبت منه أن يحلقها حتى ولو لمرة واحدة حتى أراه ولو لمرة واحدة كما أرغب أن أراه لكنه رفض قائلا أنه لايجوز رغم أنه ينقصها ويأخذ منها باستمرر وأنا أعلم أن الأخذ منها أيضا لايجوز.يا فضيلة الشيخ أعلم أنك قد تطلب مني أن أصبر على هذا الأمر لأنه لا يجوز حلقها وأن أحاول أتكيف معها ولكني أقسم بالله أني طوال العام المنصرم وأنا أحاول أن أتقبلها وأصبر ولكني بالفعل لم أستطع وأصبحت أخاف أن تكون سببا غير مباشر في إنهاء علاقتي بزوجي إذ أنها تسبب الكثير من المشاكل و الخلافات.فأنا متضايقة منها إلى أبعد حد أفيدوني جزاكم الله خيرا هل يجوز أن يحلقها؟. لدي سؤال أخير أيضا, زوجي عمره سبعة و عشرون عاما و لكن شعره مليء بالشيب وهو شيء أكرهه كثيرا فطلبت منه أن يصبغه لعلمي أنه يجوز طالما أنه لا يريد بذلك الخداع وإظهار نفسه أصغر سنا فهو ما يزال 27 عاما. فهل يجوز له أن يصبغ الشعر الأبيض أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فشأن المؤمن التسليم والانقياد المطلق لأحكام الدين وتقبلها واعتقاد حسنها وصلاحيتها، وذلك لأنها جاءت من لدن حكيم خبير، ودليل هذا قول الله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما {النساء:65}. وقال سبحانه: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم {الأحزاب: 36}. بل لا يتم إيمان العبد حتى يكون هواه تبعا للشريعة؛ لما في الحديث: والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. رواه ابن عاصم والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وهو حديث ضعيف لكن معناه صحيح، وبهذا تعلمين مدى خطورة ما أنت عليه من عدم تقبل هذا الحكم الشرعي والرضا به، فحلق اللحية _كما تعرفين- لا يجوز بدليل الأحاديث المصرحة بذلك، وراجعي الفتوى رقم: 3077، والفتوى رقم: 25694. وما ذكرت من النفرة وعدم التقبل ليس بحجة إذ لوجعلنا ذلك مقياسا لتقبل الأحكام وتركها لأهملنا كثيرا من أحكام الشرع، ولا يقول هذا مسلم. ولعل هذا الشعور الذي عندك راجع إلى مسألة التحسين والتقبيح بحكم العادات، والحق أن المسلم يرى الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه، وبذلك تقهرين هذا الشعور وتسدين باب فتنة الشيطان وتزيينه للنفس ما يخالف الشريعة، وبخصوص صبغ الشعر فراجعي حكمه في الفتوى رقم: 586.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة