العلاج الناجع لقطع دابر وسواس قضاء الحاجة

0 553

السؤال

جزاكم الله كل الخير إخواننا على ما تقدموه لنا ونسأل الله لنا ولكم التوفيق في الدنيا والآخرة. إخواني أنا شاب في المرحلة المتوسطة, أعاني من مشكلة السلس ( البول والمذي وأحيانا الودي ), وأعاني كثيرا من ذلك حيث تضيع مني غالبا الصلوات عن أوقاتها وخاصة صلاة الجماعة مع المصلين, إضافة إلى المشاكل الشخصية التي أتعرض لها سواء في البيت أو المسجد أو مع الأصدقاء, فهذا لا يسبب لي الحرج بقدر ما يسبب لي المضايقة. وأعاني في بيتي مع والداي بسبب المكوث طويلا في الخلاء وعدم قيامي بواجباتي تجاه الصلاة والدراسة وأي شيء آخر خاصة أنه لا يعلم أحد بذلك, وعاهدت الله من قبل أن لا يعلم بهذا الشيء إلا طبيب إذا أردت العلاج أو شيخ من خارج المنطقة في حال السؤال عن بعض الأحكام بطريق غير مباشر سواء بالرسائل أو الإنترنت, وفضلت الصبر واحتساب الأجر عند الله على أن أخبر أحدا. وغالبا ما يحصل معي ما يلي:- أنني في حاجة أن أقوم بتنظيف ذكري بغسله بالماء قبل الوضوء بسبب خروج المذي الذي يلزمني بالغسل, والانتظار حتى يتوقف خروج أي شيء ( وهذا عادة ما يأخذ مني وقتا طويلا ويعرضني للمشاكل ) ثم لفه بقطعة من القماش أو أي شيء من الورق, بعدها أقوم بالوضوء الذي عادة ما يلازمني فيه بعض الوساوس, وهذا ما يلزمني بالوجود في المسجد قبل الآذان بوقت معين حتى أستطيع اللحاق بصلاة الجماعة والتي يؤمها عادة شيخ سريع في صلاته, فلا ألحق الصلاة معهم. المشكلة أحيانا أكون في المسجد وعند الآذان أذهب إلى الخلاء مبكرا على أمل الانتهاء مبكرا بالوضوء, إلا أنه بعد ذهابي أحس أنني في حاجة إلى التبول الذي لم أشعر به من قبل, وهذه طامة كبرى بالنسبة لي حيث أنتظر بعد قضاء حاجتي الوقت الكثير في انتظار انقطاع نزول بعض القطرات الصغيرة من البول, عندها أشعر بالضيق النفسي وأمقت نفسي وأكره نفسي أشد الكره , وأمقت على كل شيء حولي ولا أدري على من أفرغ طاقة الغضب والضيق التي في داخلي, ولعلمي أنه لا تجوز الصلاة لمن يعاني من السلس ولكن تمر عليه أوقات ينقطع فيها هذا السلس, وأنا كذلك أعلم أنه تأتي أوقات ينقطع غالبا فيها السلس ولكن دون أن أدري متى ذلك وكم من الوقت يلزمني البقاء في الخلاء حتى يتم الوصول لهذه اللحظة. ومن المشاكل التي أعاني منها بسبب ذلك أنني في حاجة إلى الوضوء قبل خروجي إلى الجامعة وألبس الجوارب حتى أمسح عليها لصلاتي الظهر والعصر بسبب أنه هناك صعوبة بعض الشيء في غسل الأرجل ورغبتي في الخروج متوضئا من البيت, فلا أستطيع الخروج مبكرا للسبب المذكور, مما يؤدي إلى ضياع العديد من المحاضرات اليومية فتدنت علاماتي بعض الشيء. والمصيبة أنني أعاني من تأخير في صلواتي وأحيانا ضياعها من وقتها, والطامة أيضا في المعاصي التي أظلم بها قلبي والتي أحس أنني حرمت من لذة الإيمان بسببها وحرمت من العلم, فبعد أن كانت علاماتي من الدرجات العالية أصبحت متدنية بصورة واضحة, وأحس بالوحشة بيني وبين الناس بسبب هذه المعاصي إضافة إلى الهم والغم اللذين يلازماني دائما إلا في الأوقات التي ألتزم فيها بصدق مع الله سبحانه وتعالى, وما يؤرقني أكثر هو أجواء الفتن التي نعيش فيها, ففي الجامعة ترى التبرج الفاضح والسفور الدنيء من كثير من الفتيات ( اللاتي نسأل الله لنا ولهن الهداية ) إضافة إلى وجود القنوات الفضائية التي تعلمون ما تبثه, عدا عن الجرائد والمجلات, ومهما حاولت الابتعاد عن تلك الدنايا إلا أنني أعود فأسقط في براثن الشهوات, وأقع في تلك العادة المحرمة التي تجعل الدنيا مسودة أمامي لعدة أيام, فعندها لا أخشع في صلاة وتضيع النوافل ولا أبتسم حتى في وجوه والداي وأضيع واجباتي من دراسة وغيرها, وسألت الله وأسأله دائما أن يرزقني الزوجة الصالحة ..... لكن الأوضاع والظروف لا تسمح لي بذلك, فأسألكم بالله إخواني أن ترسلوا لي ردا شافيا على ذلك وأسألكم أن تدعو الله لي أن يحصن فرجي ويحفظ لي ولجميع المسلمين الإيمان ويفرج كربنا وهمومنا وأن يغفر لنا وللأمة وينصرها على أعدائها ويعزها بالإسلام, ( واعلموا أن هذه ليست مشكلتي وحدي, بل هي مشكلة الكثير من إخواني ومن شباب المسلمين ) وأسألكم جميعا الدعاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والشفاء من كل الأمراض والأوجاع الظاهرة والباطنة، ثم إننا نشعر في ثنايا كلامك أنك وضعت يدك على الداء وعلى الدواء في آن واحد، فالحل إذن بيدك بعد توفيق الله تعالى. فقد ذكرت أنك تقترف بعض المعاصي وهذا ـ لعمري ـ داء فظيع وسبب لكل تعاسة وشقاء وعناء في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير{الشورى:30}. ونظر الفتوى رقم: 20090، والفتوى رقم: 46551. وقد ذكرت أيضا أن الهم والغم يلازمانك دائما إلا في الأوقات التي تلتزم فيها بصدق مع الله تعالى فهذا ـ والله ـ هو الدواء النافع، فالتزم دائما بصدق مع الله تعالى، وتب إليه توبة نصوحا وفر إلى طاعته وابتغاء رضوانه من خطوات الشيطان وعصيان ربك الرحمن، والتجئ إلى ربك بصدق وإلحاح فهذا هو الدواء الحقيقي. ثم إنه من الواضح من كلامك أنك تعاني من الوسوسة في الطهارة وأفضل علاج لها هو الإعراض عنها جملة وتفصيلا ،كما قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى لما سئل عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين وأقبح منهم كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوابها وأصغواإليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه صلى الله عليه وسلم بقوله: اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان. انتهى.

ثم إن العبادة مبناها على التخفيف ورفع الحرج قال تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج {الحج: 78}. فيكفيك الاستنجاء بعد سلت الذكر ونتره نترا خفيفا حتى يغلب على ظنك انقطاع مادة البول ونحوه، ولا تتبع الأوهام والشكوك لما في ذلك من خطورة على المسلم في دينه ودنياه. قال الدردير في شرحه لمختصر خليل المالكي أثناء ذكره لطريقة الاستنجاء في حق الرجل: السلت والنترأ أي أن يكون كل منهما خفيفا لا بقوة لأنه كالضرع كلما سلت بقوة أعطى النداوة ولأن قوة ذلك توجب استرخاء العروق ويضر بالمثانة أي مستقر البول إلى أن يغلب على الظن انقطاع المادة ثلاثا أو أقل أو أكثر، وينبغي أن يخفف زمنها ولا يتبع الأوهام فإنه يؤدي إلى تمكن الوسوسة من القلب وهي تضر بالدين والعياذ بالله تعالى. انتهى. هذا إضافة إلى استحباب نضح الفرج والسراويل بالماء دفعا للوسوسة، قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه، قال حنبل: سألت أحمد: قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله. وقال النووي في المجموع: يستحب أن يأخذ حفنة من ماء فينضح بها فرجه وداخل سراويله وإزاره بعد الاستنجاء دفعا للوسواس، فهذه النقول تفيد كلها أن المرء ليس مطالبا بتتبع الأوهام والوساوس. انتهى. وللفائدة راجع الفتوى رقم:51601 .

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة