السؤال
أنا أنسانة أقوم بواجباتي نحو الله ولكن كثير من الوقت أعمل أخطاء مثل الغيبة ودائما أفكر في الناس وأخطائهم وكثيرة الوسواس لدرجة أني أحيانا من كثرة التفكير يغلبني النوم وأحس بأرق شديد وإذا أي شخص تحدث مع في أمور عادية أفسرها بصورة أخرى لذلك دائما في خلاف مع الناس وعلاقتى متوترة مع بعض الناس. أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على المرء هو أن يقلع عن السيئات، ويبادر إلى الخيرات، ويحرص كل الحرص على استدراك ما فات واغتنام ما هو آت، ويتوب من الذنوب والآفات. فإن العمر غير مضمون، والموت متوقع لكل مخلوق بين لحظة وأخرى، ولتعلمي أيتها الأخت السائلة أن الغيبة هي من الأمور المحرمة، وقد تساهل فيها كثير من الناس، حتى صارت لهم من العادات، وقد دل على حرمتها القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. أما القرآن فقوله تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا{الحجرات: 12}. وأما السنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذي يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. رواه أبو داود ومعناه أيضا في مسند الإمام أحمد. فالواجب عليك ـ أيتها الأخت الكريمة أن تتوبي إلى الله تعالى من ذلك قبل أن يفجأك الموت وأنت على حالتك تلك ، فيأخذ من اغتبتهم من حسناتك، وما ذكرته عن نفسك من كثرة الوسواس، وعدم التفاهم مع الآخرين، وتوتر العلاقة، قد يكون سببه ما أنت فيه من التساهل في ارتكاب الأخطاء. فإن الحياة الطيبة السعيدة إنما تحصل بالإيمان والعمل الصالح، قال الله تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون{النحل:97}.وفي المقابل إنما يتحصل بالإعراض عن الإيمان وعن ذكر الله حياة الضنك والضيق، قال الله تعالى: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى{طـه:124}. فجاهدي نفسك في طاعة الله، والابتعاد عما نهى عنه. ونسأل الله العلي القدير أن يصلح حالك، ويزيل وحشتك، إنه وحده القادر على ذلك. وراجعي في علاج الوسواس فتوانا رقم: 3086.
والله أعلم.