السؤال
قابلت منذ أيام سيدة مسلمة تحمل مصحفا غريب الشكل ومعلقا به مفتاح ذهبي وحبل قصير سألتها ما هذا قالت لي قرآن و فتحته أنا و رأيت به من داخل آيات قرأنية ولكنها قالت لي سأريك ما يستطيع فعله و جعلتني أضع يدي تحت المفتاح وقامت بقراءة أشياء بينها و بين نفسها ثم قالت لي أن أسأل القرأن ما بخاطري معرفة إجابته فسألت سؤالا عاديا وعندها قالت هي للقرأن إذا كانت الإجابة نعم التف إلى اليمين وإذا كانت الإجابة بلا فالتف إلى اليسار فالتف القرأن إلى اليسار ثم سألت هي إذا كانت حياتي ستكون سعيدة في المستقبل فالتف القرآن إلى اليسار وبعد كل سؤال كانت تقول للقرآن عد إلى مكانك فيعود إلى مكانه عندما سألتها كيف يتم هذا وقلت لها إنه سحر واستخدام للجن قالت لي كلا إنما هناك ما يسمى بخادم القرآن وهو من يقوم بكل هذا وأصرت على كلامها هل أجد لديكم تفسيرا لما رأيت أرجو منكم الإجابة.أفادكم الله
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الظاهر أن هذا نوع من الخرافة والشعوذة والاستعانة بالجن والاستمتاع بهم، وقد ذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوى أن من استمتاع الإنس بالجن خدمتهم إياهم بإحضار بعض ما يريدون وعمل ما يطلبونه منهم.
وعليه، فلا مانع أن يكون هذا الخادم المزعوم جنيا تستخدمه المرأة في عمل الشعوذة، وتدعوه بذلك الكلام الذي قالته بينها وبين نفسها.
وأما القرآن فإنه لم ينزل لتعلم به أخبار الناس؛ وإنما نزل ليتدبر وينذر الناس به ويبشروا وليحكموه فيما بينهم عند النزاع، ويخرجوا من ظلمات الضلال إلى نور الهدى، كما قال تعالى: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب {ص: 29}. وقال تعالى: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * ماكثين فيه أبدا {الكهف: 1-3}. وقال تعالى: الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد {إبراهيم: 1}. وقال تعالى: إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله {النساء: 105}.
فعليك بالاستفادة من القرآن بتلاوته وتدبر معانيه وتطبيقه في واقع الحياة، واستعيني بالله في قضاء حاجاتك وابتعدي عن مجالسة أمثال هذه المرأة من المشعوذين والدجالين، وراجعي الفتوى رقم: 5701.
والله أعلم.