السؤال
أريد أن أعمل عقيقة لابنتي التي عمرها سنتان، ولا أريد أن أستدعي الأقارب تجنبا لمشاكل صارت لي سابقا في مناسبات كهذه مثال فلان أكل وفلان لم يأكل وفلانة أخذت وأخرى لا ، كيف أتصرف
أريد أن أعمل عقيقة لابنتي التي عمرها سنتان، ولا أريد أن أستدعي الأقارب تجنبا لمشاكل صارت لي سابقا في مناسبات كهذه مثال فلان أكل وفلان لم يأكل وفلانة أخذت وأخرى لا ، كيف أتصرف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالعقيقة سنة مؤكدة ، ولا ينبغي تأخيرها عن وقتها وهو اليوم السابع للولادة كما بينا في الفتوى رقم: 2287وسبيلها سبيل الأضحية تطعم منها أهلك وتهدي للجيران والأصدقاء، وطبخها أفضل. قال ابن جريج: تطبخ وتهدى للجيران والصديق وسبيلها سبيل الأضحية. وقد نص بعض العلماء على كراهة اتخاذها وليمة كوليمة العرس. قال خليل في مختصره: وكره عملها وليمة ونص عليه ابن عبد البر في التمهيد أيضا، وفي حاشية إعانة الطالبين: ويطبخ لحمها ويبعث به إلى الفقراء وهو أحب من ندائهم عند بيته، وذلك لقول عائشة إنه سنة. وفي الفواكه الدواني: ويكره جعلها وليمة ويدعو لها الناس كما يفعله الناس، وإنما كره لمخالفته لفعل السلف وخوف المباهاة والمفاخرة، بل المطلوب إطعام كل واحد في محله، ولو وقع عملها وليمة أجزأت. فهذا هو الأولى أن تذبح ويطعم منها الأهل والجيران والأصدقاء والفقراء، كل يبعث إليه في محله على سبيل الهدية، وإن تصدق ببعضها فلا حرج. قال في المجموع: ويستحب أن يأكل منها ويتصدق ويهدي، وكذا في روضة المحبين. وبهذا تنجو مما وقعت فيه سابقا وهو الأولى لك والأفضل، لأن الدعوة إليها نص البعض على كراهتها مع ما تسببه من الشحناء والبغضاء، وإن نص بعض العلماء على أنه لصاحبها أن يصنع فيها كيف شاء. قال ابن سيرين: اصنع بلحمها كيف شئت. وفي المغني: وإن طبخها ودعا إخوانه فحسن، ولكن حيث لا يحدث ذلك فتنة وخصاما ويكون سبيلا للتفاخر والتحاسد، أما وقد حصل هذا، فإنه ينبغي أن يلتزم بما أثر عن السلف في ذلك، وللعلامة ابن القيم رحمه الله كتابا سماه تحفة المودود في أحكام المولود، ننصح باقتنائه وقراءته. والله أعلم.