السؤال
أنا مدرسة بإحدى مدارس مصر وكنت مكلفة بالإشراف على إحدى الرحلات للطلبة ولكن الشيطان ونفسي خدعوني فقمت بالاستيلاء على جزء من مخصصات الرحلة المالية وبعد فترة من الزمن شعرت بحجم هذا الذنب وتبت إلى الله عسى أن يغفر لي ولكن لا أعلم كيف يكون التصرف فيما أخذت من الأموال التى لا أعرف مقدارها أرجو من سيادتكم توضيح ذلك لي حتى تكتمل توبتي إلى الله عسى أن يتوب علي ويغفر لي حتى يستريح ضميري وجوارحي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أخذك لبعض مال المدرسة وقد ائتمنت عليه حرام، لعموم الأدلة التي تذم خيانة الأمانة وعدم الوفاء بها، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود {المائدة: 1}. وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون {الأنفال: 27}. وقال صلى الله عليه وسلم: أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك. رواه أبو داود والترمذي والحاكم وغيرهم.
والواجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله تعالى، وتوبته هنا لا تتحقق إلا بأربعة شروط وهي:
- أن يترك هذا الفعل القبيح.
- أن يندم على فعله فيما مضى.
- أن يعزم على عدم العودة إليه أبدا.
- أن يرد الحق بكامله إلى أهله، أما عن كيفية رده وقد نسيت مقداره، فينبغي أن تحتاطي لذلك وتردي ما يغلب على ظنك أنه يوفي بذلك، وإذا كنت تتحرجين من رد المال مباشرة فيجوز لك رده بالوسائل غير المباشرة دون علم مسؤولي المدرسة، ومن ذلك وضعه في حسابها دون إخبارهم بذلك، فإذا بقي عليك مبلغ بعد ذلك لعدم توافر المال لديك، وغلب على ظنك أنه يمكنك الوفاء به في المستقبل، فلا مانع من تأخير سداده للعذر مع العزم على الوفاء به، أما إذا غلب على ظنك أنه يتعذر عليك الوفاء به في المستقبل، فالواجب عليك أن تتحللي من أصحاب المدرسة من ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 6022.
نسأل الله تعالى أن يغفر ذنبك ويقبل توبتك إنه تواب رحيم.
والله أعلم.