التوفيق بين خبر ابن صياد وحديث تميم الداري في الدجال

0 484

السؤال

كما نعلم قصة المسيح الدجال من خلال الأحاديث النبوية، نعلم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد شك في أحد اليهود وهو ابن الصياد (صافي ابن صياد) والقصة معروفة ولم ينف الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه ليس بهو بل بقي يشك فيه حتى إن عمر بن الخطاب كان يقسم بالله أن ابن صياد هو الدجال أمام الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا ينكر عليه الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأيضا قصة الرجال (الصحابي تميم الداري رضي الله عنه) الذين قابلوا الدجال في جزيرة الجساسة السنه التاسعة للهجرة وقد وافقهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) فكيف نستطيع أن نجمع بين هاتين القصتين؟
س2: قرأت في بعض المواقع التي تتحدث حول قصة المسيح الدجال ولاحظت أنه بدأ القصة قبل بعثة سيدنا موسى بقرن من الزمان في السامرة وكيف أن الله قد دمر هذه المدينة فأخذه جبريل عليه السلام ورباه في جزيرة الجساسة، وتتبع القصة وكيف يخرج من الجزيرة وكيف يقابل كهنة مصر فيتعلم كل فنون سحرهم وكيف يقابل سيدنا موسى ويتبعه ثم يفتن قومه بعجل له خوار على أنه السامري ثم كيف يجول في العالم فيتعلم كل اللغات والثقافات فيكون عنده كم معلوماتي هائل وقدرات عجيبة وكيف يقابل سيدنا عيسى عليه السلام ثم كيف يرجع إلى جولاته وهو كافر إلى قبل مولد المصطفى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فيرجع إلى جزيرة الجساسة ويحبس ويكبل بالسلاسل طول فترة حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) وما جرى من أمور، ثم كيف يحرر ويجول في العالم وكيف يذهب إلى بلاد الأمريكيتين في القرن الأول الميلادي ويلتقي بعبدة الشيطان ويصبح بحيلة ابن الإله لهم وكيف يقابل إبليس لعنه الله في مثلث برمودا بكل تفاصيلها ثم كيف يبني مستعمرته وكيف أنه يسبق الأمم في العلم بمئات السنين وكيف.. وكيف.. وكيف، فما مدى صحة هذه المعلومات، علما بأن هذه القصة توزع في CD إسلامي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقصة ابن صياد قد أشكلت على كثير من الصحابة وأهل العلم حتى ظنوا أنه هو المسيح الدجال الذي يخرج في آخر الزمان، وممن قال بهذا من الصحابة عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو ذر وجابر رضي الله عنهم أجمعين، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن محمد بن المنكدر قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصياد هو الدجال، قلت: تحلف بالله، قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم.

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: وكان أمر ابن صياد فتنة ابتلى الله تعالى بها عباده فعصم الله تعالى منها المسلمين ووقاهم شرها، قال: وليس في حديث جابر أكثر من سكوت النبي صلى الله عليه وسلم لقول عمر، فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان كالمتوقف في أمره ثم جاءه البيان أنه غيره كما صرح به في حديث تميم.

لكن القول الراجح عند المحققين من أهل العلم أن ابن صياد دجال وليس الدجال الأكبر الموعود في آخر الزمان، فهذا يحصل به التوفيق بين القصتين، ويحصل أيضا بما ذكره النووي من احتمال أن يكون البيان قد جاء للنبي صلى الله عليه وسلم بعد توقفه في أمر ابن صياد.

وأما الكلام الذي طلبت منا قراءته في الموقع المذكور، فلم نجد فيه شيئا يمكن الأخذ به، لأن جميع ما فيه مسائل مفترضة، مبنية في الغالب على نصوص من الكتب التي حرفها أهلها، والنص الوحيد الذي يمكن الاستئناس به فيها هو ما أخرجه الإمام أحمد أنه: يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله نفعا تنام عيناه ولا ينام قلبه ثم نعت أبويه فقال: أبوه رجل طوال مضطرب اللحم طويل الأنف كأن أنفه منقار وأمه امرأة فرضاخية عظيمة الثديين... وهذا الحديث ضعفه أهل العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة