الفقر مع العفة خير من الغنى مع التهتك والتبرج

0 255

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد .....
أستاذي الفاضل الدكتور يوسف القرضاوي ..
أنا فتاة قد أنهيت دراستي الثانوية منذ عدة سنوات بنسبة 81% ولم أستطع دخول الجامعة بسبب التكاليف الباهظة مع العلم أن أمي قطرية الجنسية ونحن ستة أفراد نعيش مع أمنا على راتبها وفي زماننا الصعب هذا لا يكاد ما تستلمه من راتب يكفي لشيء .
ونظرا لهذه الظروف قررت أن أعمل إلا أن هذا الأمر يكاد يبدو من المستحيلات , سيدي الفاضل أنا إنسانة محجبة ملتزمة ولا أضع المكياج وغيرها من الطيب عند الخروج الأنه من التبرج ولعن الله من خرجت من بيتها متبرجة , لذلك كثيرا من الأحيان عندما أتقدم لوظيفة معينة يقومون بالاتصال بي ويبشرونني بالقبول وعلي القدوم من أجل مقابلة المسؤول شخصيا ولكن عند رؤيتي يرفضون توظيفي ولا يتسنى لي مقابلة المسؤول عن التوظيف وتبدأ سلسلة من الحجج الواهية كالمسؤول لديه اجتماع أو خرج منذ قليل أو أني أتيت في اليوم الخطأ وأنهم سيتصلون بي لتحديد يوم آخر وطبعا لا يفعلون حتى في وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية وقد مرت سنين على هذا الحال , ومع غلاء الأسعار وارتفاعها أصبحت الحياة أصعب فأصعب خاصة بالصيف حيث تتوقف المدارس عن العمل ولا يكون هناك راتب تستلمه أمي .
وفي الآونة الأخيرة بدأت أتعرض لضغط من أخواتي المتزوجات وبعض صديقاتي , يقولون إني إذا أردت العمل فلا بد من وضع المكياج والعطور والبخور والطيب وأن أتحدث مع المسؤولين وأضحك معهم وأن أكون سلسة وبذلك سأحصل على أفضل وظيفة وأكبر راتب ممكن , وأني أستطيع أن أقوم بهذا الأمر لفترة وجيزة حتى أثبت في وظيفة معينة ثم أعود كما كنت من الالتزام وأن أستغفر الله وسيتوب علي ، فالضرورات تبيح المحظورات .
سيدي الكريم لقد بدأت أعيش صراعا مريرا في الآونة الأخيرة فهل أفعل ما يريدون أم أبقى على ما أنا عليه فوالله لولا الحاجة ما خرجت من بيتي ويؤرقني فكرة أن يصيب أحد والدي الشر قبل أن أتمكن أن أرد لهما جزءا بسيط من جميلهما علي من تربية وغيرها ... فإني أتمنى أن أرسل والدي للحج خاصة أمي لأنها لم تحج من قبل أبدا أو تعتمر , وأن أكمل دراستي .
وأعتذر عن الإطالة فأفيدونا أفادكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدكتور يوسف القرضاوي ليس من أعضاء مركز الفتاوى بالشبكة الإسلامية وله موقع خاص به.

واعلمي أن الواجب على المرأة التي رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا أن تمتثل أمر الله تعالى لها بلبس الحجاب الشرعي. فقد قال تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما {الاحزاب: 59} وانظري الفتوى رقم: 5413.

وعلى هذا فيحرم عليك التخفيف من حجابك الشرعي أو الخروج متزينة أو متعطرة من أجل التوظف مادمت غير مضطرة لذلك، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية:  6226، 31124، 3350، 13545، 6745.

واحذري من تلبيس الشيطان ولا تطيعي أمر المسرفين الذين يأمرونك بنزع ستر الله عنك وبملاينة الرجال ومضاحكتهم، واعلمي أن الفقر مع العفة خير من المال مع التهتك والتبرج، وأيقني بقول الله تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق: 2-3} وتذكري وقوفك بين يدي الله وسؤالك عن تفريطك في التمسك بدينه، فقد قال تعالى: فوربك لنسألنهم أجمعين (92) عما كانوا يعملون {الحجر: 92-93} وقال تعالى: وقفوهم إنهم مسئولون {الصافات: 24}

واحذري فجأة الموت، فقد يدهمك الموت وقد خلعت عنك حجابك فيختم لك بخاتمة السوء.

فأحسني الظن بربك واسأليه أن يرزقك الرزق الحسن وأن يغنيك من فضله وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك ويتولى الإنفاق عليك.

وأما والداك فإن بإمكانك أن تبريهما بجميع أوجه البر من الطاعة لأمرهما والإحسان إليهما وخفض الجناح لهما والسعي في خدمتهما ونحو ذلك.

وللفائدة انظري الفتوى رقم: 8528

والله أعلم.  

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة