تفسير قوله تعالى(ولبثوا في كهفهم..)

0 237

السؤال

كما هو معلوم أهل الكهف لبثوا ثلاث مائة سنة اعتمادا على قول الله تعالى "ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا". في البداية ذكر الله تعالى الاختلاف بين الناس حول بعض ما يخص أصحاب الكهف لقوله تعالى "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا"، فهل يمكن أن نقول أن قول الله تعالى "ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا" راجع إلى الذين اختلفوا في أمر أهل الكهف أي كما قالوا "ثلاثة رابعهم كلبهم ..." قالوا كذلك "ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا" ومما يمكن أن يؤكد ذلك قوله تعلى "قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا" أنا لست بأهل للتفسير وإنما هو أمر رأيته، وأريد منكم القول الصحيح؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاحتمال الذي ذكرته قول لأهل العلم ولكن القول بأنه من كلام الله أولى كما رجحه الطبري وابن كثير، قال ابن كثير في تفسير الآية: هذا خبر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بمقدار ما لبث أصحاب الكهف في كهفهم منذ أرقدهم إلى أن بعثهم الله وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان، وأنه كان مقداره ثلثمائة سنة تزيد تسع سنين بالهلالية، وهي الثلثمائة سنة بالشمسية، فإن تفاوت ما بين كل مائة سنة بالقمرية إلى الشمسية ثلاث سنين، فلهذا قال بعد ثلثمائة: وازدادوا تسعا، وقوله: قل الله أعلم بما لبثوا. أي إذا سئلت عن لبثهم وليس عندك علم في ذلك وتوقيف من الله تعالى فلا تتقدم فيه بشيء، بل قل في مثل هذا الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أي لا يعلم ذلك إلا هو ومن أطلعه عليه من خلقه، وهذا الذي قلناه عليه غير واحد من علماء التفسير كمجاهد وغير واحد من السلف والخلف.

وقال قتادة في قوله: ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين الآية، هذا قول أهل الكتاب، وقد رده الله تعالى بقوله: قل الله أعلم بما لبثوا، قال: وفي قراءة عبد الله: وقالوا ولبثوا، يعني أنه قاله الناس، وهكذا قال كما قال قتادة مطرف بن عبد الله، وفي هذا الذي زعمه قتادة نظر، فإن الذي بأيدي أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلثمائة سنة من غير تسع، يعنون الشمسية، ولو كان الله قد حكى قولهم لما قال: وازدادوا تسعا، والظاهر من الآية إنما هو إخبار من الله لا حكاية عنهم، وهذا اختيار ابن جرير رحمه الله، ورواية قتادة قراءة ابن مسعود منقطعة، ثم هي شاذة بالنسبة إلى قراءة الجمهور، فلا يحتج بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات