السؤال
أنا في الـ 27 من العمر منذ أن بدأت العمل الجاد منذ ما يقرب من السنة توقفت عن الصلاة تماما في بادئ الأمر لأنه لم يكن لدي الوقت ولكن بعد ذلك فقدت الرغبة بل زاد الأمر سوءا أني أمارس العادة السرية تقريبا يوميا.. حتى رؤية المنقبات صارت تثير تخوفي وشفقتي إذا كان الدين يمنع المرأة من أن تكون إنسانا أي كائنا نستطيع تمييزه يعمل ويملك وله مواقفه وآراؤه فلا يمكن الإدعاء بأنه "كرمها" أرى أن أسباب التقدم في كل الحضارات كانت واحدة هي العلم والنظام والعمل فأين نحن من كل هذا؟ أرى يوميا في عملي نماذج كثيرة من المدعين الذين اختصروا الدين في الشكليات وهم كسالى ويمارسون الكذب.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تارك الصلاة تكاسلا قد اختلف العلماء في حكمه، وأرجح الأقوال أنه كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة، وانظر الفتويين: 6061، 6840 أما تاركها حجودا فهو كافر إجماعا.
وعلى ذلك، فإن الواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله، فتؤدي الصلاة في وقتها، وتعقد العزم على عدم تركها مرة أخرى، وتندم على ما فرطت في جنب الله تعالى بترك أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين.
ولتعلم أن الإسلام عندما أمر المرأة بالحجاب وتغطية وجهها فإنه كرمها بذلك وحفظها من أن يتعرض لها الذين في قلوبهم مرض، وليس في أمر الإسلام للمرأة بالحجاب وتغطية الوجه أنه ينفي كونها بشرا أو أنه يمنعها من أن تعبر عن آرائها، وأن من يطالع سيرة أمهات المؤمنين ونساء الصحابة يجد أن التزامهن بالحجاب وتغطية الوجه لم يمنعهن من تعلم دينهن والتعبير عما في نفوسهن والانتصاف ممن ظلمهن، وانظر الفتويين: 64043، 5729.
هذا، ولتنتبه إلى أهمية الأدب عند تناول الأحكام الشرعية لأنها ليست من صنع البشر، وإنما هي تكاليف رب البرية، فإن العبد عبده والملك ملكه، والله سبحانه يتصرف في ملكوته كيف شاء ولا يسأل عما يفعل، وعلى المسلم أن ينقاد لشرع الله وأن يعتقد كماله وصلاحيته للبشر في كل زمان ومكان، وانظر الفتوى رقم: 19482.
ولمزيد فائدة انظر كتاب (عودة الحجاب) للشيخ محمد إسماعيل المقدم خاصة الجزء الثاني والذي هو بعنوان: المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية.
هذا، ولتعلم أنه لا تعارض بين التمسك بشرع الله تعالى والاستقامة على دينه، وبين عمارة الأرض والتقدم المادي، فإن الإسلام يدعو إلى إتقان العمل والجد وعدم التواكل، وإن ما تجده من تقصير عند بعض المتمسكين بالدين ليس راجعا إلى الإسلام، وإنما راجع إلى خلل عند هؤلاء وقصور في الفهم أو التطبيق، والإسلام منه براء، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 105463 // 20640 // 64123.
وانظر بيان وسطية الإسلام ونبذه للغلو في الفتوى رقم: 48482.
وبالنسبة لارتكابك للعادة السرية، انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1087، 2283، 7170، 52466، 9195، 34473.
والله أعلم.