السؤال
حكم أكل الطعام في دار أهل الميت وإن كان من أهله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد تقدم في الفتوى رقم: 59766 أنه ليس من السنة أن يصنع أهل الميت طعاما بمناسبة موته يجتمع الناس عندهم ، وأن هذا مخالف للسنة، وإذا كان الطعام من تركة الميت فإن كان في ورثته من هو غائب أو صغير أو سفيه فإنه لا يجوز خصمه من أنصبتهم، وإذا علمت أن صنع الطعام لهذه المناسبة مخالف للسنة فعليك أن تبتعد عن هذه البدعة وتحاول إقناع من يعملها بالابتعاد عنها، أما الأكل من الطعام بعد صنعه فالظاهر أنه لا بأس به لأنه لا يمكن إلغاؤه، ولاسيما إذا كان الأكل من أهل الميت.
وينبغي للمسلم أن يكون تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، ولا يكون تابعا للعادات التي تخالف هديه صلى الله عليه وسلم.
أما إن صنع بعض أقارب أهل الميت أو جيرانهم لهم طعاما من غير اجتماع فلا بأس بالأكل من هذا الطعام لقوله صلى الله عليه وسلم: اصنعوا لأهل جعفر طعاما فإنه قد جاءهم ما يشغلهم. رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني.
قال في تحفة الأحوذي شرح الترمذي: والمعنى جاءهم ما يمنعهم من الحزن عن تهيئة الطعام لأنفسهم فيحصل الهم والضرر وهم لا يشعرون. قال الطيبي: دل على أنه يستحب للأقارب والجيران تهيئة الطعام لأهل الميت... إلى أن قال: وقال القارئ: واصطناع أهل الميت الطعام لأجل اجتماع الناس عليه بدعة مكروهة، بل صح عن جرير رضي الله عنه كنا نعده من النياحة، وهو ظاهر في التحريم. انتهى.
إذا علمت هذا فاعلم أن الأكل من هذا الطعام الذي يصنع على صفة تخالف السنة قد يكون حراما، وأقل أحواله أنه مكروه، والمراد الطعام الذي يصنع ويتكلف فيه لأجل هذه المناسبة، أما إذا عمل أهل الميت طعامهم العادي أو جاءهم طعام من أقاربهم أو جيرانهم فلا بأس بالأكل من هذا كله.
والله أعلم.