السؤال
ما هو دور المسلم تجاه ما يقرأه ويشاهده من ضلال وهجوم على الصحابة ونكران للسنة بالكامل، وخصوصا إن كان هذا الضلال وهذه الأقلام تضل كثيرا من الناس بكتاباتها وخصوصا عوام الناس.. والآن أصبح الإنترنت مرتعا لهم يكتبون ويلفقون ويكذبون ويفسرون القرآن بأهوائهم، وإني أود أن أحيل إليكم هذا الموقع الذي يتوهم القائمون عليه أنهم يمارسون حرية الرأي وأن كل إنسان مسئول عما يعتقده وأرجو الرد بالتحديد على كل ما كتب في هذا المقال..
وهل السكوت عن هذا الضلال والهجوم على السنة يعتبر سكوتا عن المنكر.. وما هو أحسن تصرف أستطيع أن أقوم به كمسلم غيور على ديني تجاه مثل هذه الأقلام والأفكار المسمومة؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صاحب هذا المقال المشار إليه ليس هو أول الطاعنين في أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، ولا أول الحاقدين عليه الكارهين له،ولا يخفاك أخي الكريم أنحب أبي هريرة من شيم المؤمنين ففي صحيح الإمام مسلم، في باب فضائل أبي هريرة، أن أبا هريرة في قصة إسلام أمه قال: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حبب عبيدك هذا ـ يعني أبا هريرة ـ وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين. قال أبو هريرة: فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني.
وأما الشبهات التي ساقها صاحب المقال الطاعن في الصحابي الجليل حافظ السنة أبي هريرة، فقد سبقه إليها كثير من المتهمين بالزندقة وأصحاب البدع والحاقدين على الصحابة، ولقد تصدى لهم أئمة هذا الشأن من العلماء والمحدثين. وانظر ما كتبه الدكتور مصطفى السباعي في "السنة ومكانتها من التشريع الإسلامي" في الدفاع عن أبي هريرة والرد على أبي رية، وانظر "دفاع عن أبي هريرة" للشيخ عبد المنعم بن صالح العلي العزي، و "حجية السنة" للشيخ عبد الغني عبد الخالق، وغير ذلك.
وقد اطلعنا على الموقع المشار إليه، فوجدنا الكاتبين فيه يعظمون من قيمة العقل ويرفعونه فوق قدره، ووجدناهم يتحططون على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الموقع إحياء لفكر المعتزلة العقلانيين.
والذي ننصحك به هو مقاطعة هذا الموقع وأمثاله، حتى تبور بضاعتهم الكاسدة، وحتى لا تعلق شبههم الداحضة بقلبك، حيث وجدناهم يدسون السم في الدسم، وعليك أن تنشغل بطلب العلم النافع الذي يحصنك ويزيد به إيمانك، وانظر برنامجا للمبتدئين في طلب العلم في الفتوى رقم: 56544 .
وانظر حكم من سب الصحابة أو تنقص من أقدارهم في الفتويين: 56684 // 2429 .
والله أعلم.