السؤال
سؤالي لفضيلتكم هو عن أشياء أراها وأقرؤها التي رأيتها كانت من قبل ثماني سنين والتي أقرؤها في وقتي الحاضر وأصبح لي تقريبا ثلاثة أشهر وهذه الكلمات مكونة من ثلاثة أحرف فقط تدلني على أشياء وتأمرني أن أفعل مثل السطو والغزل وأشياء أخرى ومنذ ثماني سنين أول ما حدث أني رأيت حيوانا أبيض اللون وله وجه إنسان بشكله ولون وجهه أسود وأقدامه محجلة سألني هل آتيك الآن ورددت عليه وإن أتيت ماذا تفعل انطلق بسرعة لم ألحظه بها وصبغ على خدي الأيسر وعند مسحي للمكان الذي طبع عليه نظرت إلى يدي وإذ بسواد على أصبعي البنصر والعوجا فأخلف مقر وجهي وجعل الأيسر مقدمة الرأس فقلت له بعدين بعدين مو الحين فذهب وقد وردت علي بعده سبع ليال أو ثمان لا أذكر حتى إن وصلت إلى الليلة الأخيرة وهي أني رأيت هيكلا عظميا من خلف أسوار الشباك وإذا به يضحك ويحرك قدميه وله طقطقة قرقشة كما نقول وكل ما نزل كلما زادت ضحكته وارتفع صوتها حتى إن وصل إلى حد الرأس من الرقبة ومن فزعتي خفت وصرخت بصوت عال واتجهت إلى الباب ولم يفتح الباب إلا بعد جهد هذه الأشياء التي رأيتها لا أذكر هل هي وقت ما كنت صاحيا أو أنها في المنام ولكن هذه الأشياء وردت علي ولم أكن من أصحاب المخدرات أو المسكرات ولكن كنت أستخدم نوعا من العلاج يطلق عليه فنتلين لعلاج الربو أفيدوني جزاكم الله خيرا لأني واقع في مشكلة مع نفسي ومع هذه الأحرف التي هي موجودة على لوحات السيارات هذا والله الموفق إلى سواء السبيل وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنما رأيته قد يكون مما يخيله الجن للإنسان، ورؤية الجن قد تقع لبعض الناس كما بينا في الفتوى رقم: 8349، وكلما ضعف دين المرء كانت الأرواح الخبيثة أكثر تسلطا عليه.
قال ابن القيم: وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على الناس يكون من قلة دينهم وخراب قلوبهم.. والمسحور هو الذي يعين على نفسه، فإننا نجد قلبه متعلقا بشيء كثير الالتفات إليه فتتسلط على قلبه مما فيه من الميل والالتفات.
وما يصيبك من أوهام وخيالات وتنزع نفسك نحوه من حروف وأسماء إنما هو وساوس من الشيطان، ولا يمكن دفعها إلا بالذكر والرقية والعلاج الشرعية؛ كما بينا في الفتوى رقم: 5148، والمداومة على أذكار الصباح والمساء وتلاوة القرآن والإكثار من ذكر الله، فإن ذلك يحفظ من السوء بإذن الله؛ كما في الفتوى رقم: 18755.
وقد بينا أسباب الرؤى المفزعة ووسائل دفعها في الفتوى رقم: 11014. ومما يدفع ذلك المحافظة على أذكار النوم كما في الفتوى رقم: 4514. ومن رأى في منامه ما يكره فإن ذلك من الشيطان، وإذا استعاذ بالله منه فإنه لا يضره، وانظر الفتوى رقم: 4179. وبالتزام المرء بالدين والطاعة يبتعد عنه شبح الأحلام المزعجة كما في الفتوى رقم: 4179.
فعليك أيها السائل الكريم أن تعرض عما تجده من خيالات وأن لا تحدثك به نفسك، وأشغلها بالحق والذكر وتلاوة القرآن لئلا تشغلك بالباطل والأوهام، وإياك والفراغ والخلوة فإنها من أسباب حصول تلك الوساوس والخيالات، وحافظ على ما ذكر في الفتاوى المحال إليها من أذكار وأدعية وسيذهب عنك ما تجده بإذن الله.
والله أعلم.