السؤال
أرجوكم عدم تجاهل رسالتي فالأمر , يؤرقنى كثيرا، وجزاكم الله خيرا وأدخلكم الجنة وأثابكم خيرا، أنا شاب عمري 22 عاما طالب بإحدى الكليات المرموقة أحافظ على الصلاة بقدر الإمكان، مشكلتي أننى أفتتن بالنساء بشدة ولكنني لم أحدث فتاة قط، ومشكلتي بدأت في الصف الأول الجامعي حين جلست جواري فتاة في المواصلات فثارت شهوتي بشدة ولم أتحمل فلمستها بيدى دون أن تشعرمما أدى إلى خروج المنى، فثبطت شهوتي وأصبح ذلك يحدث كثيرا كلما جلست جواري امرأة في السيارة بل كثيرا كنت أتعمد الجلوس إلى جوارهن وقد حدث ذلك في شهر رمضان بعض المرات، إلا أنني بعد ذلك أصبحت أندم كلما فعلت ذلك وأتوب إلى الله إلا أن نفسي تغلبني كثيرا وأقاوم أحيانا أخرى كثيرة وأستغفر الله كثيرا وأدعوه أن يجنبني المعصية وأن يرزقني عفة يوسف الصديق عليه السلام، ووسؤالي: هوما حكم ذلك؟ وهل هذا يعتبر زنا أم استمناء أم ماذا؟ وهل يجب علي حد؟ حيث إن ذلك يؤرقني كثيرا، وماذا عن شهر رمضان؟ وهل أقضي هذه الأيام أم يلزم القضاء والكفارة المغلظة؟ كما أنني ألجأ إلى الاستمناء باليد أحيانا حتى لا أفعل ذلك؟ حيث إنني عرفت الاستمناء هذا متأخرا أوبالصدفة أثناء الدراسة وفوجئت أن كثيرا من الطلاب يفعلون ذلك؟ وبالتالي لم يقعوا فيما وقعت فيه أنا وسمعت أنه مباح إذا كان المرء سيقع في الزنا، أرجو الإجابة على كل جزء باستفاضة وعلى حده وبيان الحكم الشرعى في كل جزء، حيث سألت قبل ذلك عدة مرات في مواقع أخرى فيقال ابتعد عن ذلك دون بيان الأحكام أو أى شيء وادعوا الله أن يغفر لي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله جل وعلا أن يشرح صدرك ويحصن فرجك ويمن عليك بالعفة والاستقامة حتى الممات، في سؤالك أخي الفاضل عدة نقاط .
الأولى: حكم الجلوس مع الفتيات جنبا إلى جنب في المواصلات أو غيرها وهو محرم سواء قصدت الجلوس إليهن أو هن قصدن الجلوس إليك، وفي حالة جلوسهن بجانبك فإن عليك أن تمنعهن أو تنتقل إلى مكان آخر، لأن في الجلوس بقرب المرأة فتنة عظيمة تجر إلى الفساد والانحلال الخلقي وما لا تحمد عقباه، وقد رأيت ماذا حصل لك بسبب ذلك، والشريعة جاءت بسد الذرائع المفضية إلى المحرمات، ومنها الخلوة بالأجنبية والنظر إليها والجلوس بقربها ونحو ذلك، فاتق الله تعالى وأنه نفسك عن هواها ففي ذلك فلاحك ونجاتك وسعادتك في الدنيا والأخرة، والعاقل الموفق من نهى نفسه عن لذة عاجلة زائلة بلذة دائمة أبدية فاستعن بالله والجأ إليه بصدق وإخلاص في أن يرزقك العفة في نفسك وأهلك، وإلا فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل. فاحذر.
النقطة الثانية: قولك هل ما أفعله زنا؟ والجواب أن ما فعلته ليس زنا حقيقيا وإن كان يطلق عليه زنا مجازا لأنه مقدمة إلى الزنى الحقيقي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم: إن ابن آدم قدر عليه نصيبه من الزنا فمنهم من يكون زناه حقيقيا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه بالنظر إلى الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبيه بيده أو بتقبيلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا، أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبيه ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي. انتهى.
أما كفارته فتكون بالتوبة إلى الله تعالى توبة نصوحا.
النقطة الثالثة: حكم نزول المني بالنظر أو الملامسة للمرأة أو بالاستمناء وهو حرام إذا كان بقصد ومبطل للصيام، وفي هذه الحالة يجب قضاء الصيام ولا كفارة عليك لا كبرى ولا صغرى، وإنما عليك التوبة مع القضاء وأما إذا كان النظر أو الملامسة للمرأة حصل بلا قصد ونزل المني فلا إثم عليك ولا قضاء ولا كفارة، وراجع الفتوى رقم: 48875.
وننبهك إلى أن الاستمناء محرم عند جماهير أهل العلم، وأجازه بعضهم عند الضرورة أو عند خشية الوقوع في الزنى، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 39644.
والله أعلم.