السؤال
هل بقيت الأشهر الحرم محرمة إلى الآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الأشهر الحرم كانت معظمة في شريعة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، واستمر تعظيمها في ذريتهما من بعدهما، فكان العرب يعظمونها ويحرمون القتال فيها، فلما جاء الإسلام أقر تعظيمها وتحريم القتال فيها فقال تعالى: يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير {البقرة: 217}.
وقال تعالى: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم {التوبة: 36}.
وبقيت الأشهر الحرم معظمة في الإسلام ينبغي للمسلم أن يتقرب فيها إلى الله تعالى بما استطاع من صيام النوافل وأعمال الخير وأن يبتعد عما حرم الله تعالى كما قال تعالى: فلا تظلموا فيهن أنفسكم {التوبة: 36}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: صم من الأشهر الحرم واترك. رواه أبو داود وغيره.
أما النهي عن القتال فيها فذهب جمهور أهل العلم إلى أنه منسوخ بقول الله تعالى: وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة {التوبة: 36}.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تغليظ الدية إذا وقع القتل في الأشهر الحرم، ولذلك فتعظيم هذه الأشهر باق وإنما نسخ النهي عن القتال فيها، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين: 14951، 719.
والله أعلم.