صلاة من لا يعرف العربية

0 326

السؤال

أنا متزوج من امرأة أوروبية، وهي الآن تريد أن تصوم معي في شهر رمضان المبارك، ولكن هي لا تعرف أي شيء عن الإسلام، وسؤالي هو: هل يجوز لها أن تصلي باللغة الإنجليزية أم لا.. ثانيا إنها لا تحب الحجاب الآن وتريد أن تصوم معي، فماذا هي نصيحتكم لنا؟ وجزاكم الله خيرا، أرجو الإجابة قبل رمضان، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المعلوم أن المسلم لا يجوز له أن ينكح إلا امرأة مسلمة أو كتابية أي يهودية أو نصرانية، والكتابية لا يجوز لها أن تباشر العبادات من صلاة وصيام ونحو ذلك إلا بعد أن تسلم، ولا تصح منها لو قامت بها ولا تثاب عليها، لقول الله تعالى: وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله... {التوبة:54}، فالإسلام شرط لصحة العبادات، فإذا أسلمت بأن شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وجب عليها القيام بما أوجب الله عليها من العبادات والحقوق واجتناب ما حرم الله عليها من الذنوب والمعاصي، وارتداء الحجاب لأنه فريضة وليست مخيرة في فعله أو تركه، لأن الله يقول: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا {الأحزاب:36}.

ويجب عليها أن تتعلم الفروض العينية كالصلاة والطهارة والصوم والزكاة إن كان لها مال، والحقوق والمعاملات التي تمارسها، ويمكن أن تقوم بذلك أنت أو تأذن لها بالذهاب إلى أحد المراكز الإسلامية لتتعلم ما تحتاجه وتأخذ منهم كتبا وأشرطة صالحة لها.

وأما صلاتها باللغة الإنجليزية فلا تصح ما دامت قادرة على التعلم، وأما قبل التمكن من التعلم فإنه يصح أن تترجم أذكار الصلاة باللغة الإنجليزية، وأما قراءة الفاتحة فلا يصح بل تأتي بدلها بذكر مثلها باللغة العربية، فإن عجزت عنه بالعربية فلها أن تترجمه بلغتها، فإن عجزت عنه بلغتها فإنها تسكت قدر قراءة الفاتحة ثم تركع وتتم صلاتها فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

ونرشدك أخي الفاضل أن تهتم بزوجتك وترغبها في الإسلام وتعلمها إياه وتتواصل مع المراكز الإسلامية لإعانتك على ذلك، واعلم أن زوجتك هي قرينة حياتك وأم أولادك، فإن صلاحها سبب لصلاحهم، وفسادها سبب لفسادهم، والبيت الصالح هو البيت السعيد، والبيت الطالح هو البيت الشقي، فاحرص على صلاحهم فهم أمانة في عنقك، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته. متفق عليه، وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة