السؤال
يظهر في الصحف والمجلات - خصوصا في الآونة الأخيرة - أخبار مدعومة بالصور عن ظهور لفظ الجلالة أو لا إله إلا الله أو غيرها طبيعيا في أشياء عديدة مثل العنكبوت الذي نسج لا إله إلا الله محمد رسول الله في إستاد القاهرة وتشكيل الأشجار لا إله إلا الله في ألمانيا وظهور كلمة أحد في صورة للشمس التقطت عبر الأقمار الصناعية بل وظهرت صورة تدعي أن لفظ الجلالة محفور على عضلات أحد المصارعين فما الحكم في هذه الأشياء وما حكم نشرها ؟وجزاكم الله خير الجزاء
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما من شيء في الكون إلا وفيه دلالات واضحه على عظمة الله وقدرته وعجيب صنعه .
فالله تبارك وتعالى هو الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى، يدبر الأمر، يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون .
وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون .
وهو الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار. وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار. وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار.
فإذا آمن الناس بصحة هذه الآيات الكونية ــ وهي صحيحة جلية ـ فما المانع بعد ذلك من تصديق ظهور لفظ الجلالة أو لا إله إلا الله أو غيرها طبيعيا في أشياء عديدة مثل العنكبوت إذا قيل إنها نسجت لا إله إلا الله محمد رسول الله في استاد القاهرة ، وما المانع من تشكيل الأشجار لا إله إلا الله في ألمانيا ، ولماذا نستغرب بعد ذلك ظهور كلمة أحد في صورة للشمس إذا التقطتها كذلك الأقمار الصناعية ، وما المانع من ظهور لفظ الجلالة محفورا على عضلات أحد المصارعين ، وغير ذلك مما لا يمكن حصره ..
إن هذه بعض الآيات الكونية الدالة على قدرة الله وعظمته ، وليست أقوى في الدلالة عليها من الآيات الأخرى التي يشاهدها كافة الناس .
وعليه ، فلا حرج على الصحف في أن تنشر ما ثبت عندها من هذه الأشياء . وأما إذا لم يثبت ذلك فلا يجوز لها نشره إلا على سبيل الحكاية ونسبته إلى من قال به ؛ لأن نشره ممن لم يثبت عنده من غير نسبته إلى قائله كذب حرام .
والله أعلم .