السؤال
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا، هل يشمل الأذى الذي ورد في هذه الآية الكريمة كل مناحى الحياة بالنسبة للمؤمنين كأن تعطل مصالحهم مثلا أو تمنعهم حقا لهم كأن تقف في الطريق وتغلقه وتمنع مرورهم أو أن تسد عليهم المنافذ، أم هذا الأذى مقصور على الإساءة إليهم فقط في أعراضهم وكل ما يتعلق بخصوصياتهم ؟
نأمل التفصيل ما أمكن . وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأذى المذكور في الآية يشمل جميع ما يتأذى به المسلم قولا أو فعلا في عرضه أو ماله أو جسده .
وذلك لأن الأذى لغة هو الضرر غير الجسيم، قال تعالى : لن يضروكم إلا أذى {آل عمران: 111 } أي ضرر يسيرا فكل أذى بالمعنى اللغوي يدخل في الآية بالنص ، وإذا كان الضرر اليسير محرما بنص الآية فمن باب أولى الضرر الفاحش أو الإساءة أو منع الحق، قال القرطبي في تفسيره لهذه الآية : وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي بن كعب قرأت البارحة هذه الآية ففزعت منها، والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا، والله أني لأضربهم وأنهرهم فقال له أبي : يا أمير المؤمنين لست منهم إنما أنت معلم ومقوم . فالشاهد أن عمر فهم أن الأذى في الآية غير قاصر على الأذى في العرض ، وقال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير في تفسير الآية : بوجه من وجوه الأذى من قول أو فعل اهــ .
والخلاصة أن جميع أذى المسلم حرام، وأنه داخل في عموم الآية إلا ما كان عن قصاص ونحوه .
والله أعلم .