السؤال
أنا أعيش في بلجيكا وأعمل عند البلجيك في مطعم كنادل، وهذا أول رمضان لي بأجواء بلجيكية، واستراحتي دوما عند الساعة الثالثة بعد الظهر وهي ثابتة دائما في هذا الوقت أستطيع تناول طعامي كل يوم، إلا أن وقت المغرب عندنا يحين عند 7:12 مساء، ودوامي كل يوم من الحادية عشر والنصف ظهرا وحتى العاشرة أو العاشرة والنصف ليلا، يعني دوامي من عشر إلى 11 ساعة باليوم ودوما مع الأكل فطبعا هذا هو عملي، حمل الطعام وتقديمه للزبائن فلا أدري كيف سأقاوم رائحته والنظر إليه في حين أني صائم، كيف يكون رمضان في هذه الحالة، أيمكن تأدية رمضان حتى الساعة الثالثة بعد الظهر كنوع من الدرجات وباقي الساعات يمكن تكفيرها أم ماذا، علما بأن رمضان يقترب من الصيف أكثر وأكثر حيث سيبصبح وقت المغرب في العاشرة ليلا والفجر في الواحدة صباحا، أي عندك فقط 3 ساعات باليوم لتأكل وتشرب فما علينا فعله هنا في أوروبا نحن الجالية الإسلامية أثناء رمضان، أطلب منكم إجابة على كلتا الحالتين رجاء, في حالتي التي ذكرتها وفي حالة الصيف؟ أشكركم جزيلا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله جل وعلا أن يثبتك على الحق ويمن عليك بالصيام والقيام والقبول، وأما تقديم الطعام للمفطرين في نهار رمضان فلا يجوز سواء كانوا مسلمين أو كفارا لأن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة في العبادات، قال الشيخ سليمان الجمل في حاشيته على شرح منهج الطلاب بخصوص هذه المسألة: وعدم منعه من الإفطار لا ينافي حرمته عليه، فإنه مكلف بفروع الشريعة، ومن ثم أفتى شيخنا محمد بن الشهاب الرملي بأنه يحرم على المسلم أن يسقي الذمي في رمضان بعوض أو غيره، لأن في ذلك إعانة على معصيته. انتهى، والواجب عليك أن تبحث عن عمل آخر.
وأما الصوم فيشترط أن يصام اليوم كاملا ولا يجزئ صوم بعضه ولو كان المتروك يسيرا ولا تجزئ عنه كفارة، قال الله تعالى: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل {البقرة:187}.
وأما الصوم في أيام الصيف الطويلة فهو واجب ولو طال النهار، ما دام هناك ليل ونهار، ولكن لو أضر الصوم بالشخص بحيث خشي على نفسه الهلاك أو حدوث مرض أو زيادته ونحو ذلك، فله أن يفطر ويقضي في أيام أخر، كما فصلناه في الفتوى رقم: 13229.
والله أعلم.