السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا تعتقد أن هؤلاء الذين يأتون بالأطعمة للمساجد وخاصة حرم المدينة المنورة ويقولون إنها لتفطير الصائم ويتسببون بدهس الأكل والإسراف فيه بأنهم مأجورون لتفطير الصائم، ولكنهم في نفس الوقت يتحملون ذنوب الإسراف لأنه أتى بالطعام ولم يفكر في عواقبه، ولكن لو جعل لكل من أتي بالطعام أن يدفع أو يأتي بأشخاص يعتنون بهذا الأكل لكي لا يدهس، فانه لو لم يأتوا به لكان أفضل من أن يأتوا به وهم يعلمون أنه سوف يرمى الكثير منه، أو يقتصر على الأسودين فقط، وهل المقصود بتفطير الصائم إشباعه أم فك الصوم بتمرات وما شابه ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتفطير الصائمين من أفضل الأعمال الصالحة التي يثاب عليها المسلم المحتسب لثواب الله جل جلاله، ومن فطره ولو على شربة ماء، فله مثل أجره، ومن أشبعه سقاه الله تعالى من حوض نبيه، ففي الحديث الذي رواه سلمان الفارسي: من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء، قلنا: يا رسول الله، ليس كلنا نجد ما نفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة من ماء، ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة. رواه البيهقي وابن خزيمة في صحيحه، وأبو الشيخ وابن حبان في الثواب باختصار عنهما.
وفي رواية لأبي الشيخ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فطر صائما في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبريل ليلة القدر، ومن صافحه جبريل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه، قال: فقلت: يا رسول الله، من لم يكن عنده؟ قال: فقبضة من طعام، قلت: أفرأيت إن لم يكن عنده؟ قال: فشربة من ماء.
وإذا أراد الشخص الحصول على أجر تفطير الصائم فلا بد أن يكون أول ما يتناوله الصائم من طعامه أو شرابه حتى يصدق عليه أنه فطره، وهذا بين واضح.
وعلى الذين يجلبون الأطعمة إلى المساجد لتفطير الصائمين أن يتقوا الله ويراعوا التالي:
1- جلب الطعام الكافي دون إسراف ولا تبذير لقول الله تعالى: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين {الأعراف:31}.
2- توفير ما يحفظ نظافة المسجد وذلك بوضع سفرة للطعام تحفظ الفتات عن تلويثه للمسجد وأذى الناس به ودوسهم له ونحو ذلك.
والله أعلم.