السؤال
لا بد لي أن أسال ولا حياء في الدين!!!! لقد صادفت إنسانة تحبني أكثر من نفسها وتحنو علي كأولادها على الرغم من أنها ليست متزوجة ولا تكبرني إلا بسنتين وكلما صادفتها احتضنتها وقبلت رأسها وكفيها وقد كانت تقف معي في كل أموري وتناديني ابنتي وتخشى علي من نسمة الهواء وإذا احتضنتني لا تريد أن تتركني خشية على ابنتها وهي إنسانة على درجة عالية من الأخلاق والالتزام تحبني وتخاف الله، أرجوكم أفتوني وإياها في علاقتنا؟ وجزاكم الرحمن كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد مضى الحديث عن الحب بين النساء، مع ذكر أقسامه في فتاوى سابقة، ولك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: 8424، ولك أن تراجعي أيضا في المعانقة والتقبيل الخلاف بين العلماء إذا اتحد الجنس، وذلك في فتوانا رقم: 20802.
ونريد أن ننبهك -أيتها الأخت الكريمة- إلى أن قولك لا حياء في الدين، خطأ ظاهر، فإن الحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو خير كله، كما أخبر صلى الله عليه وسلم، روى البخاري ومسلم واللفظ له: الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان.
وروى مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: الحياء خير كله. وروى الحاكم وغيره بسند صحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر. فكيف يقال مع هذا: لا حياء في الدين.
ولا شك أن قصدك هو أن ترفعي الحرج عن نفسك، حين السؤال عن شيء يستحي من ذكره عادة، ولكن الصواب هو أن تقولي حينئذ: إن الله لا يستحي من الحق. كما قالت الصحابية الفقيهة أم سليم رضي الله عنها: يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ قال: نعم إذا رأت الماء.. الحديث رواه البخاري.
والله أعلم.