حكم الصلاة في مسجد مكتوب فيه : يا الله - يامحمد.

0 373

السؤال

هل يجـوز الصـلاة فـي مسجـد مـكتـوب فـي قبلتـه يـا اللـــه ـ يا محـــمـد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏
فالصلاة في مسجد ‏كتب في قبلته عبارة ( يا الله‏‎ - ‎يا محمد ) صلاة صحيحة ولكن لا ينبغي كتابة شيء ‏في القبلة، فقد كره أهل العلم ذلك. قال أحمد: كانوا يكرهون أن يجعلوا شيئا في القبلة ‏حتى المصحف.‏
‏ وفي المدونة : قلت : أكان مالك يكره أن يكون في القبلة مثل هذا الكتاب الذي كتب ‏في مسجدكم بالفسطاط ؟ قال سمعت مالكا وذكر مسجد المدينة وما عمل فيه من التزويق ‏في قبلته وغيره . فقال: كره ذلك الناس حين فعلوه . وذلك لأنه يشغل الناس في صلاتهم ‏ينظرون إليه فيلهيهم ).‏
وعبارة ( يا محمد) تحمل معنى آخر من معاني النهي وهو معني الاستغاثة بالنبي صلى الله ‏عليه وسلم، والاستغاثة بالمخلوق لا تجوز ولو كانت به صلى الله عليه وسلم ؛ إذ قد ورد ‏عنه النهي عن ذلك . فأخرج الطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : كان في ‏زمان النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث ‏برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ‏لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله ". قال في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح، غير ابن الهيعه وهو حسن الحديث. قال الإمام ابن تيمية في كتاب الاستغاثة "152" (وهو صالح للاعتضاد، ودل على معناه الكتاب والسنة). قال صاحب كتاب فتح المجيد: (كره صلى الله عليه وسلم أن يستعمل هذا اللفظ في حقه، وإن كان فيما يقدر عليه في حياته: حماية لجناب التوحيد، وسدا لذرائع الشرك، وأدبا وتواضعا لربه، وتحذيرا للأمة من وسائل الشرك، في الأقوال والأفعال).
فإذا كان هذا فيما يقدر عليه صلى الله عليه وسلم في حياته، فكيف يجوز أن يستغاث به بعد وفاته، ويطلب منه أمور لا يقدر عليها إلا الله؟! ، فالحاصل أن هذا الحديث نص صريح في أن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه ‏وسلم، أو كتابة عبارة ( يا محمد ) على جهة الاستغاثة لا تجوز. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة