السؤال
ما معنى الاستعارة في القرآن الكريم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاستعارة في الأصل أخذ الشيء من مالكه عرية لاستعماله مدة ثم إعادته إليه، وفي اصطلاح أهل البلاغة: استعمال اللفظ في غير معناه الأصلي لمشابهة بينهما، وهي من أنواع المجاز، وهو أسلوب من أساليب اللغة العربية. وبما أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين فإن أسلوب الاستعارة موجود فيه بكثرة، ومن أمثلة ذلك قول الله عز وجل: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم {البقرة:7}، فكأن هؤلاء الكفار من شدة الكفر والإعراض عن الحق ورفضه جعل على قلوبهم ختم وغطاء بحيث لا يصل إليها الحق والإيمان.
وكما في قوله تعالى: فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض {الكهف:77}، فإنه شبه ميل الجدار للسقوط بالإرادة التي هي من صفات العقلاء، فاستعار لفظ الإرادة الذي هو من صفات العقلاء للجدار الذي هو جماد لا إرادة له للمشابهة بين الميلان للسقوط وبين من يريد ذلك من العقلاء.
وكما في قوله تعالى: واجعل لي لسان صدق في الآخرين {الشعراء:84}، قال أهل التفسير: وضع اللسان الذي يكون به القول موضع القول استعارة. وفي قوله تعالى: وفرش مرفوعة {الواقعة:34}، قال بعض أهل التفسير: الفرش المرفوعة النساء. وكما في قوله تعالى: والصبح إذا تنفس {التكوير:18}، فكأن نسيم الصباح وضوؤه المنتشر نفسا يبعث الحياة في الكون من جديد، فالنفس بالنسبة للصبح استعارة.
وللمزيد من الفائدة عن البلاغة وأسلوب المجاز في القرآن الكريم وخلاف أهل العلم حوله نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 47440، والفتوى رقم: 16870 وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.