الهدي النبوي في إزالة أدران الحسد والحقد

0 305

السؤال

أنا أعمل في مكتب ويعمل معي صديقي. في الآونه الأخيره بدأت التمس لدى صديقي أنه يتقرب كثيرا من المدير مع العلم بأن صديقي كان ينتقد أحد الموظفين الذين يفعل ذلك ويتهمهم بالفساد. قبل حوالي شهر وقع إشكال مع المدير تم ظلمي به وتبين أن من تسبب بالإشكال هو صديقي وقد لاحظت أن صديقي بدأ بالحصول على معاملة خاصه وامتيازات في أجر العمل والخ، مع العلم بأن صديقي لا يخفي عني مثل هذه الأمور، أما الآن فهو يفعل ذلك، هو ما زال يحاول أن يبقي على العلاقة بيننا إلا أنني أصده بحجة أنني منهمك بمشاكلي الخاصة، مشكلتي الحقيقية أني فقدت الثقة في هذا الصديق والأدهى من ذلك أني صرت أحقد عليه ولا أطيق محادثته كما أشعر بغيرة شديدة لحصوله على امتيازات من حقي أن أحصل عليها لأنني أجتهد وأكد في عملي ؟
أرجو منكم النصيحة كيف لي أن أنزع الغل والحقد والحسد من قلبي وهل لي بطريقه أنصح بها صديقي دون أن يتخذ مني موقفا سلبيا ، مع العلم أنني شاب ملتزم ؟
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه ننصحك بأن لا تظن بصديقك الشر إذا لم تكن عندك أدلة قاطعة بثبوت ما نسبته إليه . قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم  {الحجرات: 12} وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث . رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة .

وإذا تحققت مما ذكرت عنه فيمكنك أن تنصحه وتبين له خطر النميمة والإفساد بين الناس دون أن تبين له أنك علمت بأنه كان هو السبب فيما حصل لك . ولقد أحسنت في طلب النصيحة في الكيفية التي تنزع بها الغل والحسد والحقد من قلبك؛ لأنها أمراض خطيرة على دين المرء ، وقد جاء في الخبر أن الحسد مرض من الأمراض النفسية التي لا يسلم منها أحد ، وأن علاجه هو ترك البغي والاعتداء على الناس ، أخرج عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن علية رفعه : ثلاث لا يسلم منها أحد : الطير والظن والحسد . قيل : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال: إذا تطيرت فلا ترجع ، وإذا ظننت فلا تحقق ، وإذا حسدت فلا تبغ . والحديث وإن كان في سنده مقال، فقد ذكر ابن حجر في الفتح أن له شاهدا

وعليه؛ فالذي ننصحك به هو عدم السعي في أي أمر يمكن أن يجلب الشر لصديقك ، وأن تعامله بالحسنى فإن ذلك سيجعله يتراجع عما كان يضمره لك من الشر إن كان يضمر لك شرا أصلا . قال الله تعالى : ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم {فصلت: 34 ـ 35}

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة