السؤال
إخواني الأعزاء في الشبكة الإسلامية:
إني أرسل إليكم سؤالي هــذا أو بالأحـرى مشكلتي , وأرجو منكم رجاء حــارا قراءة كل ما أكتب وجزاكم الله كل خــير .
وسؤالي يقــول:
أني دائما عندما أذهب الى الحمام ( أعزكم الله ) لأتبول, أفرغ من البول والاستبراء وأخرج ولكن بعد خروجي ألاحظ بعض القطرات... وهذا يجعلني دائما عندما أفرغ من الحمام وأتوضأ وأذهب للصــلاة , دائما أوسوس في صحــة صــلاتي وفي بعض الأحيــان قد يؤخرني هذا عن الصلاة حيث أدخل الحمام ومن ثم أخرج وأجلس لبضع دقائق ومن ثم أتوضأ وأغسل السروال وأصلي, ولكــني في الآونة الأخيرة قرأت بعض الفتاوى التي تقول بأن هذا الشيء وسوسة من الشيطـان فالذي يجب فعله هو التبول ومن ثم الاستبراء ونثر بعض الماء على السروال للابتعاد عن الوسوسة والذهاب للصــلاة ولقد قمت بفعل هذا الشيء ولكن جاءني الوسواس قائلا: اتق الله ربما وأنت تصلي خرجت منك بعض القطرات وأنت لاتشعر بها بسبب نثرك الماء فسوف يعاقبك الله على فعلتك فأنت تستخف بالصلاة, والله يا إخواني أنا متعب نفسيا من هذه الحالة ولا أعرف ماذا أفعل, فأرجوكم أفتوني وأنقذوني مما أنا فيه, إني محتار لأني أشاهد بعض الأصدقاء والأقارب الصالحين قبل الصلاة بدقائق يدخلون الحمام ويخرجون ويصلون ولا كأن شيئا حدث فهل أنا الوحيد الذي أشعر بهذا الشيء أم أنا الوحيد الذي وسوس لي الشيطان وجعلني أضخم هذا الشيء كثيرا, فأرجوكم أفتوني بالطريقة الصحيحة للتخلص مما أنا فيه, وهل الأيام التي نثرت فيها الماء وذهبت للصلاة علي إثمها؟ أرجوكم لا تطلبوا مني الرجوع الى فتاوى سابقة فان حالتي خاصة وأسألكم الإجابة الشافية.
وفقكم الله وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك العافية والشفاء مما تجده من وسوسة واعلم أن العبادة مبناها على التخفيف ورفع الحرج. قال الله تعالى:
وما جعل عليكم في الدين من حرج {الحج: 78} فيكفيك من وجوب الاستنجاء تنقية المخرج من البول بعد انقطاع البول، فإذا انقطع البول اغسل المخرج ولا تتكلف إخراج ما يخيل إليك أنه في داخل الذكر فإن الذكر كالضرع إن تركته قر وإن حلبته در هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وبعد الاستنجاء ينبغي أن تنضح المحل والسراويل بالماء لأن ذلك سبب لقطع الوساوس بإذن الله تعالى. قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه. قال حنبل سألت أحمد بن حنبل قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله. انتهى. وقال الإمام النووي في المجموع: يستحب أن يأخذ حفنة من ماء فينضح بها فرجه وداخل سراويله وإزاره بعد الاستنجاء دفعا للوسواس. انتهى.
ولا تأثم إن نضحت على فرجك وما يليه من الملابس بالماء بل تؤجر لاتباعك السنة، ثم عليك أن تعرض بعد ذلك عما تجده من وساوس في شأن خروج بعض البول لما يترتب على الاسترسال في الوسوسة من ضرر على الدين والدنيا، فأفضل علاج لمثل هذه الوساوس هو الإعراض كما صرح بذلك بعض أهل العلم فقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء فأجاب بقوله: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية وإن كان في النفس من التردد ما كان فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين بل وأقبح منهم كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه صلى الله عليه وسلم بقوله: اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان. انتهى.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 10973 هذا كله فيما إذا كان نزول البول مجرد شكوك، أما إذا لم ينقطع عنك البول واستمر وأنت متيقن من ذلك فهذا يعتبر سلسا، وتفصيل الحكم فيه مذكور في الفتوى رقم: 3224.
والله أعلم.