السؤال
ما رأي الشرع في إنسان متدين وملتزم ومع ذلك يصافح النساء وأثناء الحديث معهن يضحكن معه بصوت مرتفع وأسس جمعية ذات نفع عام لكنها مختلطة وتأتي المشتركات من مدن بعيدة للاشتراك في الاجتماعات، فهل إثم سفرهن بدون محرم يقع عليه وهل سفرهن يدخل في طاعة الله، ما هو رأي الشرع في هذا الإنسان؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم مصافحة النساء الأجنبيات عنه لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رجاله ثقات.
وهذا الفعل منه ينافي الالتزام وكذلك الاختلاط بهن والحديث معهن مع خضوعهن بالقول إلى غير ذلك مما يجري هنالك، فليتق الله تعالى وإذا أراد نفع المجتمع وإسداء خدمة إليه فليراع في ذلك الضوابط الشرعية ليكون عمله صحيحا متقبلا إن كان يبغي به وجه الله والدار الآخرة.
وأما سفر النساء من مدن بعيدة دون محرم، فقد بينا منعه وحرمته في الفتوى رقم: 3859.
وإثمهن على أنفسهن ولكنه مشارك لهن في الإثم لمعاونته لهن ودعوتهن إلى ذلك، وقد قال الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب {المائدة:2}، وفعلهن لا يكون طاعة ما لم ينضبط بضوابط الشرع وحدوده لأنه سبحانه طيب لا يقبل من العمل إلا ما كان طيبا موافقا لما شرع.
والله أعلم.